علماء ينجحون بتجميد الأعضاء دون تشققات ثورة في زراعة الأعضاء
تمكن فريق من الباحثين في جامعة Texas A&M الأميركية من تحقيق إنجاز طبي كبير، بعد أن نجحوا في تجميد أعضاء بشرية دون أن تتعرض للتشققات أثناء عملية التجميد، وهي خطوة وصفها العلماء بأنها ثورة محتملة في مجال زراعة الأعضاء وحفظ الأنسجة البشرية.
ما هو التجمد الحيوي (Cryopreservation)
التجميد الحيوي أو ما يُعرف بـ كريوبروزيرفيشن، هو عملية تبريد الأنسجة والأعضاء إلى درجات حرارة منخفضة جداً لوقف الأنشطة البيولوجية، مما يسمح بالحفاظ على الأعضاء لفترات أطول دون أن تتلف.
التحدي الأساسي في هذه التقنية هو تكوّن البلورات داخل الأنسجة أثناء التجميد، ما يؤدي إلى تشققات تجعل الأعضاء غير صالحة للزراعة.
تقنية vitrification التي استخدمها الباحثون تحول النسيج إلى حالة شبه زجاجية، تمنع تكون البلورات وتحافظ على سلامة الأنسجة بشكل كامل.
تفاصيل الإنجاز
قام فريق البحث بقيادة Matthew Powell‑Palm بتطوير محلول كريو خاص يسمح للأعضاء بالبقاء سليمة خلال التجميد.
الاختبارات شملت أعضاء بشرية، حيث تم تجميدها ثم إذابتها وفق شروط مضبوطة.
بعد الإذابة، فحص الباحثون الأنسجة ووجدوا أنها لم تتعرض لأي تشققات أو أضرار ميكانيكية، ما يجعلها صالحة للاستخدام المحتمل في عمليات الزراعة المستقبلية.
الأهمية العالمية للتقنية
تخزين أطول للأعضاء: يمكن للأعضاء أن تبقى صالحة لفترات أطول، ما يسهل نقلها بين الدول أو المدن المختلفة.
تسهيل عمليات الزراعة الطارئة: خاصة في الحالات التي تحتاج أعضاء على وجه السرعة، حيث لا تضيع صلاحية الأعضاء أثناء النقل.
تطبيقات مستقبلية واسعة: قد تمتد التقنية لتشمل حفظ خلايا الدم، أنسجة حيوية، وحتى أجزاء محددة من الجسم لاستخدامها في الأبحاث أو الطب المستقبلي.
تقليل هدر الأعضاء: كثير من حالات التبرع تُلغى بسبب عدم توفر النقل السريع، هذه التقنية قد تساعد في تقليل هذه الفاقد.
التحديات والاختبارات المستقبلية
رغم النجاح المبدئي، يشدد العلماء على أن التطبيق على البشر يحتاج إلى اختبارات إضافية لضمان سلامة الأعضاء بعد الإذابة:
تقييم قدرة الأعضاء على العمل بشكل طبيعي بعد عملية الزراعة.
دراسة التأثير طويل المدى على الأنسجة بعد التخزين لفترات ممتدة.
ضمان أن المواد الكيميائية المستخدمة في التجميد لا تؤثر على الوظائف الحيوية للأعضاء.
ردود الفعل في المجتمع العلمي
وصف الخبراء الإنجاز بأنه خطوة أساسية قد تُحدث ثورة في زراعة الأعضاء حول العالم.
أشار بعض الباحثين إلى أن هذا الإنجاز يمكن أن يؤدي إلى ثورة في الطب الحيوي، خاصة فيما يتعلق بزراعة الأعضاء المستعجلة والتخزين الدولي للأعضاء.
بعض المختصين حذروا من أن النتائج المبدئية رغم إيجابيتها تحتاج لمزيد من التجارب والتطبيقات السريرية قبل اعتمادها على نطاق واسع.
الفوائد الاجتماعية والإنسانية
إمكانية توسيع نطاق التبرع بالأعضاء بين الدول، ما يقلل من قوائم الانتظار الطويلة للمرضى المحتاجين.
تحسين فرص النجاة من الحالات الطارئة، مثل الحوادث أو الفشل العضوي المفاجئ، حيث يمكن استخدام أعضاء محفوظة مسبقاً.
دعم الأبحاث العلمية المستقبلية في مجالات مثل الطب التجديدي وعلم الأحياء التركيبية، من خلال توفير أعضاء وأنسجة سليمة للتجارب والدراسات.
يعد هذا الإنجاز خطوة كبيرة نحو مستقبل أكثر أماناً وفعالية في زراعة الأعضاء وحفظ الأنسجة البشرية. رغم الحاجة لمزيد من الاختبارات والتجارب السريرية، فإن القدرة على تجميد الأعضاء دون تشققات تمثل تقدماً علمياً مهماً يمكن أن يُحدث تحولاً في حياة ملايين المرضى حول العالم.