سرّ الإقبال المتزايد على إسطنبول في شتاء 2025

سرّ الإقبال المتزايد على إسطنبول في شتاء 2025
سرّ الإقبال المتزايد على إسطنبول في شتاء 2025

تحليل: سرّ الإقبال المتزايد على إسطنبول في شتاء 2025

مقدمة… لماذا بات الشتاء موسمًا ذهبيًا لإسطنبول؟

لم تعد إسطنبول مدينة صيفية فقط. فمع نهاية 2024 وبداية 2025، تحوّل فصل الشتاء إلى أحد أكثر الفصول جذبًا للسائحين، خصوصًا من الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية ودول الخليج.
ويرجع هذا التحول إلى مزيج من العوامل الاقتصادية، والتسويق السياحي، وتحسين البنية التحتية، إضافة إلى انخفاض الأسعار مقارنة بالموسم الصيفي، مما جعل المدينة وجهة مثالية لرحلات قصيرة ومتوسطة.

هذا التقرير يقدّم تحليلًا موسّعًا لأسباب صعود السياحة الشتوية في إسطنبول 2025 وتأثيرها على الاقتصاد التركي.

 

1. أسعار مناسبة… وسياحة “قيمة مقابل المال”

يبدأ معظم الزوار في تقييم وجهاتهم الشتوية اعتمادًا على تكلفة الإقامة، وتظهر إسطنبول هنا في موقع تنافسي قوي.

الفنادق: تقدم تخفيضات تتراوح بين 20–40% مقارنة بالصيف.

الطيران: ارتفاع عدد رحلات الخطوط الجوية التركية والخطوط الاقتصادية عزّز القدرة الاستيعابية وخفّض الأسعار.

المطاعم والمواصلات: رغم التضخم، تبقى إسطنبول أرخص من مدن أوروبية كثيرة مثل باريس وروما وبرشلونة في الشتاء.

هذه الميزة السعرية جعلت المدينة تجذب السائح الباحث عن تجربة أوروبية شرقية بسعر معقول، خاصة من دول الخليج ومصر والمغرب.

صورة جوية لإسطنبول مع البوسفور في الشتاء

2. فعاليات موسمية تجعل الشتاء جذاباً

تشهد إسطنبول زيادة واضحة في الفعاليات الشتوية المنظمة من البلدية والقطاع الخاص، مثل:

أسواق الكريسماس الشتوية في تقسيم وNişantaşı.

مهرجانات الطعام الشتوية التي أصبحت صيحة جديدة عام 2025.

عروض القصور والمتاحف الليلية مثل قصر دولما بهجة وآيا صوفيا الكبرى.

جولات البوسفور الشتوية التي تلقى إقبالًا كبيرًا لكونها تجربة غير متاحة في الصيف بنفس الأجواء.

المدينة استثمرت في فكرة “التجربة الشتوية” بدلًا من مجرد السياحة التقليدية، وهو ما زاد مدة الإقامة المتوسطة للسائح في ديسمبر ويناير.

صورة مسجد  السلطان أحمد

3. الطبيعة الشتوية… إسطنبول كما لم تكن من قبل

الثلوج التي تسقط عادة في يناير وفبراير أصبحت جزءًا من التسويق السياحي للمدينة.
مشاهد تلج البوسفور، تلة العرائس، منطقة أورتاكوي وغيرها جعلت المدينة واحدة من أكثر الوجهات المصوّرة على إنستغرام في الشتاء.

الزوار القادمين من دول لا تعرف الثلج — مثل الخليج وشمال إفريقيا — يجعلون هذه التجربة جزءًا أساسيًا من رحلتهم.

صورة لرحلة بحرية في البوسفور 

4. دعم اقتصادي مهم في فترة الركود الموسمي

تُعد الإيرادات السياحية عنصرًا حساسًا في الاقتصاد التركي، خاصة في ظل حاجة الحكومة لرفع الاحتياطات وتخفيف الضغط على الليرة.
السياحة الشتوية في إسطنبول تلعب دورًا مهمًا في:

تقليل الفجوة الموسمية بين الصيف والشتاء

رفع معدل إشغال الفنادق فوق 70% في أشهر كانت تُعد “هادئة”

زيادة الطلب على النقل الداخلي والمطاعم والأنشطة الترفيهية

خلق فرص عمل إضافية في قطاعي الضيافة والتجارة الموسمية

تقدّر جمعيات السياحة التركية أن إسطنبول قد تحقق نموًا بين 10–15% في أعداد زوار الشتاء خلال 2025 مقارنة بالعام السابق.

صورة لآيا صوفيا

5. ربط جوي أقوى… وموقع عالمي متقدّم

رفعت الخطوط الجوية التركية (THY) وشركات أخرى مثل Pegasus عدد الرحلات إلى إسطنبول في ديسمبر ويناير بسبب الطلب المرتفع على:

رحلات العبور "ترانزيت"

رحلات قصيرة المدى من أوروبا

رحلات الخليج والعراق ومصر والجزائر والمغرب

كما ساهم افتتاح خطوط جديدة وزيادة رحلات مطار إسطنبول الدولي في تعزيز صورة المدينة كـ أقوى نقطة ربط جوي في المنطقة.

صورة لأسواق الشتاء في تقسيم

6. التسويق الدولي… رهان تركيا الرابح لعام 2025

وزارة الثقافة والسياحة تركز في حملتها 2025 على تسويق إسطنبول كـ “European Winter Escape”، عبر:

محتوى إنفلونسرز عالمي

حملات إعلانية على Google وInstagram

شراكات مع مواقع الحجز الكبرى

الهدف هو استغلال الشعبية الحالية للمدينة ضمن فئة السياحة القصيرة 3–5 أيام، وهي الفئة الأسرع نموًا في العالم.

صورة لشارع Istiklal في الليل

7. ما الذي يميّز إسطنبول عن وجهات شتوية أخرى؟

مقارنة بمدن مثل فيينا وبراغ ووارسو، تتمتع إسطنبول بميزات واضحة:

خليط شرقي-غربي فريد

تاريخ ممتد من العهد البيزنطي والعثماني

ثقافة طعام تناسب الشتاء (شوربات، سمك، حلويات موسمية)

تكاليف أقل 30–50% في المتوسط

طقس بارد لكن غير قارس مثل أوروبا الوسطى

هذه العناصر تجعل المدينة جذابة للعائلات والشباب على حد سواء.

 

8. تأثير السياحة الشتوية على اقتصاد إسطنبول 2025

تشير التوقعات إلى أن شتاء 2025 قد يكون من أقوى مواسم الشتاء في تاريخ المدينة.
التأثير الاقتصادي يشمل:

زيادة في حجم إنفاق السائح

توسّع أعمال الفنادق والمطاعم الموسمية

دعم قطاع النقل البحري في البوسفور

دعم الأسواق المحلية والحرف اليدوية

زيادة الإيرادات الضريبية البلدية

كما تتوقع مؤسسات السياحة أن أكثر من 2 مليون زائر سيزورون المدينة بين ديسمبر 2025 وفبراير 2026.

 

خلاصة التحليل

إسطنبول تدخل عام 2025 وهي تتحول تدريجيًا إلى عاصمة للسياحة الشتوية الإقليمية.
المدينة تجمع بين التاريخ، الفعاليات، الأسعار المناسبة، والطقس الساحر — إضافة إلى دور اقتصادي مهم في دعم تركيا خلال أشهر الشتاء التي كانت تُعد سابقًا “فترة ركود”.

توقّعات الخبراء تشير إلى أن هذا الاتجاه سيستمر ويتسع، مع إمكانية أن تصبح إسطنبول ضمن أكثر 5 وجهات شتوية حجزًا في أوروبا والشرق الأوسط خلال 2025.

مشاركة على: