على حبات مسبحة.. أنامل أبدعت في رسم "منمنمات" للسلاطين العثمانيين
يواصل التركي، أريا كامالي، الإبداع في رسم "منمنمات" للسلاطين العثمانيين على حبات "سُبُحات"؛ منذ أكثر من 30 عاماً، مخلداً شخصيات ساهمت في صنع أمجاد للأمة الإسلامية.
ورغم حصوله على شهادة جامعية في هندسة الأغذية ، إلا أنه أصر الحفاظ على هوايته التي ورثها عن والده ،وخصص لإبداعاته ورشة في ولاية إزمير، غربي تركيا.
ورشة كامالي تقع ضمن خان في سوق "كمر ألتي" التاريخي بمدينة إزمير؛ حيث أنجز آلاف المنمنات باستخدام عدسة مكبرة على مدار مسيرته الفنية التي تمتد لنحو 3 عقود.
وحول مسيرته في فن "المنمنمات"، قال كامالي، للأناضول، إنه بدأ قبل نحو 3 أشهر في رسم السلاطين العثمانيين على حبات سبحات يبلغ قطر كل حبه منها 15 ميليمتر.
وبين أنه اعتاد على رسم المنمنمات على الجدران والأرضيات الخشبية، لكنه جرب قبل 3 أشهر رسمها على حبات سبحة، وأنها لاقت إقبالاً واسعاً .
وقال: "الاهتمام الذي لقيته السبحات في 3 أشهر، لم تلقاه المنمنات التي رسمتها خلال 30 عاما".
ولفت إلى أن طلبات شراء تلك السبحات أخذت تنهال عليه بعد أن نشر أحد أصدقائه صورها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومسلطاً الضوء على تفاصيل رسم المنمنات على السبحات، قال كامالي إنه يرسم على كل حبة أحد السلاطين وطغرائه (شعار السلطان أو ختمه).
وتابع: "إنه عمل شاق؛ فيمكنني إنجاز نحو 5 سبحات فقط على مدار العام ، حيث تستغرق الواحدة ما يقارب الشهرين أو أكثر من العمل الدؤوب".
ولكن بالرغم من المشقة وضح قائلاً بأنه يشعر "بسعادة بالغة بسبب الإهتمام الكبير الذي حظيت به السبحات المزخرفة بصور السلاطين، أو رسومات أخرى".
وأشار إلى أنه يرسم على السبحات؛ لأنه أحب ذلك، وليس بهدف الكسب المادي.
ومضى قائلا: "أنا أقوم بهذا العمل فقط لأني استمتع به؛ فعندما أعمل بناء على طلبية لا يمكنني الاستمتاع والابداع كما أريد، وأشعر بأني مقيد".
ويطلق مصطلح المنمنمة للتعبير عن أعمال التصوير وخاصة الصور الشخصية صغيرة الحجم التي يجري رسمها وتلوينها على مواد مختلفة كالأخشاب والمعادن والورق وغيرها.