على لسان رئيس المجلس النرويجي" تركيا الأكرم عالمياً" في استقبال اللاجئين
منذ اندلاع شرارة الأزمة السورية ضربت تركيا أقوى الأمثلة في حسن استقبال اللاجئين الطارقين لأبوابها وإدارة شؤونهم، في أزمة وصفت بالأكبر على وجه المعمورة، بعد الحرب العالمية الثانية (1939-1945).
وسجلت تركيا ومؤسساتها ومنظماتها وشعبها دور انساني كبير في إغاثة المحتاجين السوريين أشاد به العالم أجمع
"أكرم بلدان العالم"بهذه العبارة وصف منسق المساعدات الإنسانية إلى سوريا ورئيس المجلس النرويجي للاجئين "جان إيغلاند"، تركيا وذلك من خلال حسن استقبالها اللاجئين السورين على أراضيها، وتقديم الدعم لهم في الداخل السوري.
جاءت أقواله عقب لقاءاته في العاصمة التركية أنقرة مع الخارجية التركية وإدارة الكوارث والطوارئ والهلال الأحمر التركيين
وبين خلال حديثه أنه يزور تركيا لعدة مهام، على رأسها التوجه بالشكر باسم المجلس النرويجي للاجئين، للدولة والشعب التركيين، لاستضافتهم ثلاثة ملايين لاجئ سوري، ونصف مليون لاجئ من بلدان مختلفة.
وأكد أن "تركيا باستضافتها اللاجئين وحمايتهم، تعد أكرم بلدان العالم،وقال:" علينا أن نوضح ذلك ونظهره، وعلينا أن نعي استضافة تركيا لهذا العدد من اللاجئين السوريين وغيرهم من أجناس مختلفة".
ولفت إلى التعاون والتنسيق مع المؤسسات التركية منذ عامين، من أجل مساعدة اللاجئين السوريين في تركيا وداخل الأراضي السورية.
وبين أن استقبال ثلاثة ملايين ونصف المليون لاجئ، يعد مسؤولية كبيرة".
منوهاً أنّ المجلس النرويجي للاجئين يعد من أكبر المنظمات الدولية في هذا الشأن وترغب بمشاركة خبرتها في مجال التعليم والإيواء والأمن الغذائي.
وأشاد بما تنفذه تركيا من مشاريع في مناطق شمال سوريا، وإرسالها المساعدات بالتنسيق مع الأمم المتحدة إلى المناطق المحاصرة، وعلاج المرضى السوريين في مستشفياتها.
وعلى الصعيد ذاته كشف عن أمله في أن تشهد سوريا في النصف الثاني من 2017، مناطق أكثر خالية من الاشتباكات، بعد تطبيقها في عدة مناطق باتفاق روسي إيراني تركي.
في الإطار ذاته نونه إلى "صعوبة الأوضاع الإنسانية في الداخل السوري، وأنّ ويلات الحرب لم تنته وإنما تبدل مكانها داخل سوريا".
ولفت خلال حديثه أن السبيل الوحيد لإرسال المساعدات للمدنيين الخاضعين لسيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، هو إلقاءها عبر الطائرات.
وبين "جان إيغلاند"أن معاناة السوريين طالت حتى الأطفال والنساء، وهي مستمرة منذ سنوات، وهذه الفترة أطول من الحرب العالمية الثانية.
ولفت خلال حديثه إلى صعوبة إيصال المساعدات بشكل عام للداخل السوري
وفي حديثه حول رؤيته لإنهاء الأزمة السورية، قال ياغلاند، إنّ "الحل في سوريا، سياسي وليس عسكري، ولتحقيق الحل آمل بعقد المزيد من التفاهمات".
وبين "جان إيغلاند" أن "السوريون يعانون من ويلات الحرب منذ زمن طويل، وهم بحاجة لدعمنا لفترة طويلة، واللاجئون السوريون سيبقون لفترة أخرى في تركيا ومناطق أخرى من العالم".
وطالب الأتراك إلى مواصلة سخائهم مع السوريين والوقوف معهم لتحقيق ذلك".
يشار إلى أن تركيا أنفقت من مواردها الحكومية، 12.1 مليار دولار، منذ 2011، من إجمالي 25 مليار دولار أنفقتها مع هيئات خيرية ومنظمات المجتمع المدني وأفراد، في المقابل وصلت مساعدات المجتمع الدولي للاجئين في تركيا 526 مليون دولار فقط، خلال نفس الفترة.
وشملت المساعدات، معونات قدمتها والجمعيات الخيرية، ، فضلاً عن مساعدات الدولة التركية.
وحسب مصادر رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، فإن نحو 13.5 مليون سوري باتوا في حاجة إلى المساعدات، منذ تاريخ اندلاع الأزمة في 15 مارس/ آذار 2011.
ويشار إلى أن نحو 4.9 مليون سوري لجئوا إلى البلدان المجاورة، جراء الحروب الطاحنة المستمرة إلى يومنا الحالي.
من جانبها أنشأت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية، 26 مركزًا مؤقتًا لإيواء اللاجئين السوريين في عموم البلاد، قدمت فيها خدمات صحية واجتماعية للاجئين.
في ذات الإطار وبالتعاون مع وزارة التربية التركية، تشرف "آفاد" على تعليم 510 آلاف لاجئ سوري، ابتداءً من مرحلة الحضانة حتى الثانوية، بينهم 245 ألفًا في المراكز المؤقتة، و183 ألفًا في المدارس الحكومية.
وبحسب معطيات مارس الماضي بلغت قيمة المساعدات التركية إلى الداخل السوري ، 1.75 مليار ليرة تركية (نحو 500 مليون دولار)، وشملت 31 ألفا و66 شاحنة مساعدات.
أشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بأن تركيا تستقبل أكبر عدد من اللاجئين الأطفال في العالم ذلك بحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة