ابتكارات صناعية دفاعية جديدة في تركيا
حنين العثماني
عرضت الصناعة الدفاعية في دولة تركيا مشاريع طموحة في معرض الصناعات الدفاعية الدولي، وتهدف إلى الانتشار في الأسواق الخارجية في شكل أساسي، حيث أن تركيا هي العضو الوحيد في حلف شمال الأطلسي " الناتو " الذي ينظّم معرضاَ للصناعات الدفاعية في الشرق الأوسط.
وفي تصريحات للخبير في الشؤون الدفاعية هاكان كيليك قال أن المعروضات كانت عبارة في الأعوام السابقة عن منتجات شاركت بعض الشركات التركية في تصنيعها، أو عن منتجات من تصنيع شركات أجنبية تستهدف الأسواق التركية، لكن في عام 2017 يعرض عدد قياسي من المنتجات التي تولّت تصنيعها شركات تركية تعمل في القطاع الدفاعي، وأن القوات المسلحة التركية لم تعد الزبون المحتمل الوحيدفي معرض تشارك فيه 600 شركة من خمسين بلداَ.
وأما من أهم المشاريع المنتظرة في الدورة الحالية من المعرض هي المنظومة الصاروخية KAAN من تصنيع شركة " روكتسان أيه إس " التابعة للقوات المسلحة التركية، وصواريخ " تي آر جي – 300 (تايغر) كابلان " التي ستعرض أمام الجمهور لأول مرة، ومن المنظومات الأخرى التي سيتم الكشف عنها في المعرض صاروخ " بورا " بمعنى " العاصفة " الطويل المدى الذي تعمل تركيا على تطويره من خلال نقل التكنولوجيا المستخدمة في النموذج الصيني " بي 61-11- إم"، " بورا " هو الصاروخ التركي الأول الذي يتخطى مداه 300 كيلو متر.
وكذلك ستُعرَض لأول مرة أجهزة محاكاة صُمِّمت لتدريب الطيارين الذين يقودون مروحيات "أتاك" الهجومية، ومن المعروضات الجديدة الأخرى مدفعية عيار 155 ملم (6 إنشات) عالية الحركية توضَع على شاحنات سداسية الدفع، وهي من تصنيع "شركة الصناعة الميكانيكية والكيميائية" المملوكة من الدولة التركية.
ومن المعروضات التي يُتوقَّع أن تلفت الأنظار أيضاً النموذج المبدئي لطائرة "هوركوس-سي" التي تشتغل بواسطة محرك تربيني مروحي، والتي صُمِّمت لتقديم دعم جوي عن قرب في القتال المنخفض الحدّة، والصواريخ الموجّهة جو-أرض المضادة للدبابات UMTAS التي ستُجهَّز هذه الطائرة بها.
ومن المنتجات الأخرى التي تستدعي الانتباه منظومة "صابان" المغناطيسية الكهربائية ("صابان" كلمة تركية تعني حبال)،ويُتوقَّع أن يدشّن هذا السلاح حقبة جديدة في تكنولوجيا الدفاع الجوي والصاروخي، ولقد أنتجت تركيا نموذجاً مبدئياً منه، وتسعى إلى التقدّم في هذا المضمار لتصبح خامس دولة تستحوذ على هذه التكنولوجيا – بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين وروسيا.
من المشاريع الأخرى التي تُعرَض لأول مرة الطائرة القتالية الوطنية TFX، وسلاح "غوكتوغ"، وهو النسخة التركية عن صواريخ "سايدويندر-9" الموجّهة الأميركية الصنع.
يُتوقَّع أن تسلّط الدورة الحالية من معرض الصناعات الدفاعية الدولي الضوء على حلول للمشكلات التي واجهتها تركيا خلال عملية "درع الفرات" والعمليات الأمنية الداخلية، ومن المشاريع التي سيتم التركيز عليها عدد كبير من المنصات الجوية مثل طائرة TFX، والمشروع الوطني لتطوير المروحيات، ومجموعة متنوّعة من الطائرات من دون طيار.
تبدي تركيا اهتماماً حقيقياً بتطوير القطاع الدفاعي وصناعة الطيران، حيث في العام 2008 بلغت قيمة صادراتها في هذا المجال 600 مليون دولار أميركي فقط، أما في العام 2016 فوصلت إلى 1.68 مليار دولار، غير أن الصناعة الدفاعية التركية عرفت تباطؤاً خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ومن الجدير بذكره ازدادت الصادرات في العام 2016 بنسبة 1.5 في المئة فقط بالمقارنة مع العام 2015.