تركيا تحث طلبتها الجامعيين الجدد على دراسة علم الأثار
في هذا الشهر من كل عام يستعد الطلاب الأتراك لاختيار التخصص المناسب لدراسته في الجامعة فمن الملاحظ أن هناك تخصصات يتزايد عليها الاقبال وتخصصات أخرى لا تحوز على اهتمام الطلاب فمع انتشار هذه الظاهرة باتت الدولة تشعر بالقلق على مستقبلها في العديد من المجالات التي تشكل أهمية كبيرة للحضارة والثقافة التركيتين،فأخذت التدابير اللازمة وبدأت تشجع طلابها على دراسة هذه التخصصات وتوفير فرص عمل لهم فيها.
ومن ضمن هذه التخصصات المهملة كان علم الآثار (Arkeoloji فبدأت الدولة فعلًا بتشجيع طلابها على دراسته والتميز فيه.
وفي هذا المقام للباحث في علم الآثار معمّر إيريتش في جامعة دوكوز أيلول (Dokuz Eylül Üniversitesi)،وجهة نظر خاصة فالبرغم من وجود أكثر من 50 قسمًا في الجامعات التركية تُدرّس هذا الاختصاص، إلا أن الواقع يقول بأن هذا العدد من الأقسام لا يأتي بالفائدة الحقيقية التي أُسّس لأجلها.
وأرجع إيريتش السبب في ذلك إلى أن النخبة من الكوادر التعليمية التركية تفضل العمل في الجامعات العالمية عن العمل في الجامعات المحلية وهو ما سبب انحدار المستوى التعليمي في هذا المجال بحسب قوله
وتطرق خلال حديثه إلى طرق تحسين المستوى التعليمي في قسم علم الآثار،وبين أن الخطوات تكمن في تطوير الأدوات والآليات المستخدمة، وإدخال التكنولوجيا بشكل أكبر إلى التعليم،
كما شدد على الاهتمام بمادة الجغرافيا وتدر يسها للطلاب من الصف الأول من أجل توعيتهم منذ نوعومة أظافهم بأهمية الأماكن التاريخية والحضارية، ليتمكنوا من فهم كيفية تشكل الدول بهذا الترتيب في يومنا الحالي.
وأعرب خلال حديثه عن أمله في تطويرهذا القسم بهدف التقدم والسعي نحو مستوى تعليمي أفضل، منوهاً خلا حديثه أن وجود العديد من المناطق الأثرية في تركيا، والعديد من الآثار التي تستحق أن تُدرّس هو ما دفعهم بالدرجة الأولى للاهتمام بعلم الآثار.
يشار إلى أن أهم هذه المناطق "غوبيكلي تيبي" (Göpeklitepe) أقدم معبد في التاريخ، و"هاتوشا" (Hattuşa) عاصمة الإمبراطورية الحثية، و"تشاتال هويوك" (Çatalhöyük) إحدى أقدم المدن التي يعود تاريخها للألف السادسة قبل الميلاد، والعديد من الآثار العريقة الأخرى التي لا بد وأنها ستكون محط اهتمام للطلاب الأتراك وستدفع الكثيرين منهم لدراسة هذا الاختصاص والتميز فيه.