العملة العثمانية زينة تقليدية في بادية الشام والحجاز

العملة العثمانية زينة تقليدية في بادية الشام والحجاز
العملة العثمانية زينة تقليدية في بادية الشام والحجاز

العملة العثمانية زينة تقليدية في بادية الشام والحجاز


قد نجد العملة القديمة الغير متداولة في متاحف الآثار أوالمعارض المهتمة بها أو لدى جامعي العملات النادرة ومن يحتفظون بها، لكن لا يخطرعلى بالنا أن نجد تلك العملة ضمن صندوق حلي النساء ليتخذنها زينة يتجملن بها.

من مجموعة القطع النقدية العثمانية الذهبية والفضية  صنعت النساء في بادية الشام والحجازالقلائد و البراقع و غيرها من الحلي، فبعد إلغاء التعامل بالعملات النقدية الذهبية والفضية واستبدالها بأوراق مالية عام 1923 أصبح الناس في تلك المناطق يحتفظون بها كزينة وحلي، ولم يكن البدو في تلك المناطق يعرفون الحلي الموجود في الأسواق وكانت القطع النقدية العثمانية زينتهم الوحيدة حتى سبعينات القرن الماضي تقريباً.

في تلك الفترة كان يتم تجهيز الفتيات المقبلات على الزواج بالحلي المصنوعة من القطع النقدية العثمانية، فتصنع القلائد والمثاقب ( البرقع ) و الأحزمة والخلاخيل و الأساوربأشكال متنوعة تختلف من منطقة لأخرى، وقد كانت تلك الحلي مدعاة  للتباهي والتفاخر، وقد بقيت الأجيال القديمة من النساء تحتفظ بتلك الحلي التقليدية وتورثها لمن يخلفها.

وتختلف أشكال هذه الحلي من منطقة لمنطقة كما تختلف أسماؤها لكن يبقى المكون الأساسي لها وهي القطعة النقدية العثمانية سواء كانت ذهبية أو فضية مشترك فيما بينها.

وتحرص بعض العائلات ضمن تلك المناطق على امتلاك أكبر قدر من الحلي خاصة المصنوعة من القطع النقدية الذهبية لأسباب مادية، فهي مصنوعة من الذهب الخالص عيار 24، وتصل قيمتها إلى آلاف الدولارات.

وقد سُميت تلك القطع النقدية  بأسماء منسوبة للسلاطين عثمانيين ضربت في عهودهم ، مثل الرشادية نسبة للسلطان رشاد ، والمجيدية نسبة للسلطان عبد المجيد ، ومنها ما يسمى بالعُصْمانلي المأخوذة من عثمانلي ، وبقيت محافظة على تلك الأسماء لدى مقتنيها حتى الآن.

كُتب على تلك القطع المستخدمة في الحلي تاريخ ضربها الذي  يختلف من قطعة لأخري لكنها جميعا تعود لأكثر من 100 عام ، كما حملت أغلبها عبارة ( ضرب في قسطنطينية)، وكتب عليها بالحرف العربي الذي كانت تكتب به اللغة التركية آنذاك.

بقيت القلائد والبراقع والأحزمة التي صنعت من القطع النقدية الذهبية أو الفضية محفوظة إلى يومنا هذا تتوارثها الأجيال لدى بعض البدو في سوريا وفلسطين والأردن وسيناء و الحجاز، إلا أن ذلك التقليد يتلاشى تدريجياً نظراً لعزوف الأجيال اللاحقة عنه، وأصبح ارتداؤهاخاصاً بالنساء كبيرات السن فقط في تلك المناطق.

مشاركة على: