المصالحة الفلسطينية.. نحو خطوات ملموسة ومصر الضمان
بعد عشر سنوات من الضياع والانقسام الذي طال كل بيت فلسطيني تتجه الأنظار لزيارة رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله مصطحباً برفقته وزراء حكومته لاستلام مهام إدارة قطاع غزة بعد إعلان حركة حماس حل اللجنة الإدارية في 17سبتمبر أيلول الماضي.
الخطوة المصرية التي تجسّد أول تقارب فعلي بين حركتي فتح وحماس ولا ريب أن أمارات المماطلة والتسويف الحاصلة سابقاً باتت بين يدي الجولة الجارية من الحوار في غزة وقد يبدو لها أن تشعل الأضواء الحمراء في وجوه الجميع، وتبث موجات هائلة من القلق والخشية من تفويت الفرصة، وبالتالي لم الشمل الفلسطيني وترتيب البيت الذي طال إنتظاره.
ما يحدث في غزة كارثي بكل المقاييس، إذ يُفترض أن تتكاثف الجهود الوطنية الفلسطينية في مواجهة الحصار داخلياً وخارجياً، وأن يتم انتشال الناس من وهدة المعاناة التي سحقت كيانهم، ومزقت حاضرهم ومستقبلهم، وحاصرت طموحاتهم وتطلعاتهم، وقزمت آمالهم وأفراحهم، وجعلت الهمّ والحَزَن صاحبا لهم في كل ميدان.
إن القضية الوطنية الفلسطينية تقف اليوم على مفترق طرق خطير، فإما تلمس طريق الوحدة وسبل الوفاق، وبالتالي تدارك الموقف وإنقاذ الوضع الفلسطيني الداخلي عبر إستراتيجية وطنية جامعة، أو التمترس وراء المصالح الخاصة والأجندات الحزبية، وبالتالي السقوط المدوي في أوحال المعاناة والفتنة والضياع.