اللّاجئون في السّويد
عبد السلام فايز/ وكالة نيوترك بوست
تركوا أوطانهم باحثين عن الأمان المفقود ، و هاربين من جحيم الحروب المستعرة في بلدانهم ، ليستقرّ بهم المطاف في دولة السويد الأوروبية ، منتظرين قرارات إقاماتهم هناك من أروقةِ المحاكم السويدية .. وكالة نيوترك بوست الإخبارية رصدت أحوالَ عددٍ من اللاجئين هناك و استمعت إلى معاناتهم و ظروف لجوئهم .. المواطن الفلسطيني ( و / خ ) والذي يقيم في السويد منذ سنتين تقريباً يقول بأنه واحدٌ من اللاجئين في السويد الذين يعانون من عدة أمور ، و في مقدّمتها مسألة السكن ، إذ إنه من الصعوبة بمكان ،إيجادُ سكنٍ مستقلٍ في السويد خلال فترة زمنية محددة ، و بالتالي فإنّ هذا الواقع يفرض عليك القبول في الحياة الجماعية المشتركة في البيت الواحد ، و التي لا تروق للكثيرين ، و تحدّ من حرّياتهم الشخصية ، و تجبرهم على العيش مع أشخاصٍ ساؤوا أو حسنوا تحت سقفٍ واحد ، و بالتالي فإن هناك صعوبة كبيرة في مسألة السكن و الشقق المستقلة ، أضف إلى ذلك أن معظم اللاجئين يواجهون صعوبات في الاندماج مع المجتمع السويدي ، إذ إنهم يتمركزون إمّا في تجمّعاتٍ عربية ، أو في مناطق خلت من السكان إلا ما ندر ، و بالتالي تتقلّص فرصُ الاحتكاك مع المواطنين السويديّين الذين شغلهم روتين حياتهم اليومي ، ولو قصدنا السويد من الناحية الجغرافية و الكثافة السكّانية ، لوجدنا أنّ مساحتها واسعة جداً ، إذ أنها تمتد على مساحة تساوي ٧٥٠ ألف كيلومتر مربع تقريباً ، يقطنها أقل من ١٠ ملايين مواطن ، الأمر الذي يضعف الكثافة السكانية، و يشير إلى وجود مساحاتٍ شاسعة خالية تماماً من السكان ، باستثناء بعض مراكز اللجوء التي وجد فيها اللاجئ نفسه غير قادر على التواصل مع المجتمع السويدي في خضمّ هذه المساحات الفارغة ... و في اتصال هاتفي آخر أجريناه مع الأستاذ الفلسطيني ( ف / ح ) الذي يقيم في السويد منذ أربع سنوات تقريباً ، أكّد لنا على النقاط السابقة ذاتها ، بالإضافة إلى فرص العمل التي تندر في السويد ، حيث يجد اللاجئ نفسه و بعد أن حصل على حق الإقامة و اجتاز مرحلة الانتظار الصعبة ، يجد نفسه في فراغ من نوع آخر ، و هو البحث عن فرصة عمل ، و إيجاد ما يسد أوقات الفراغ القاتلة ، و أسابيع الملل التي لم يُحصِها عندما تتابعت عليه دونما إنجازٍ يُذكر ، أو عملٍ يكفلُ له حياةً كريمةً تُشعره بأنّه عنصرٌ فعّال في المجتمع ، ناهيكَ عن مسألة اللغة التي لايقبل المواطن السويدي إلا أن يتحدث بها دون الانكليزية او اللغات العالمية الأخرى و هو ما يسمّى التعصّب للّغة ، إذ أنه يرفض النزول بلغته إلى مستوى اللغات الأجنبية و يفرض على اللاجئ و غير اللاجئ ضرورة الانصياع للغة السويدية التي تبدو و كأنها صعبة بعض الشيء .. فاللجوء له وقعٌ شديد في النفس ، كجلجلة الطواحين ، فكيف إذاً حينما يكون لجوءاً غير مكتمل الحظوظ و الأركان ؟؟