بعد فقدانه ذراعيه فنّان تركي يبدع بالرسم بفمه
يواصل الفنّان التركي يوسف أقغون البالغ من العمر 32 عاماً مسيرته الفنيّة في الرسم ، بعد فقدانه ذراعيه عندما كان في السنة الخامسة من عمره ، إثرَ تعرّضه لصعقة كهربائيّة آنذاك ، و لكنّه عشقَ الرسم و تمكّن من خلال شفتيه وفمه من إنتاج لوحات فنية غاية في الجمال .
و قال الفنان التركي في حديث له ، إنّ الأغلبية العظمى من المجتمع تنظر إلى المعاقين على أنهم أناس غير فاعلين ولا مستقبل لهم ، مشيراً إلى أنه سعى منذ طفولته لإثبات مدى خطأ هذه النظرة ، من خلال الكفاح المستمر و النضال طوال حياته ، كي يثبت للجميع أن المعاق يستطيع القيام بوظائف وواجبات مثل أي شخص سويّ في المجتمع .
و أضاف يوسف أقغون أنّ أسرته أودعته في مأوى للأطفال تابع لوزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية ، عقب تعرّضه للحادثة، مبيناً أنّ الاستمرار في الحياة كان صعباً بالنسبة إليه خاصة وهو يحمل بداخله شعور الطفل المعاق .
إقرأ أيضا || فن الخزف.. إرث عثماني يحييه فنان تركي ويورّثه لابنه
و عن بدايات مشواره المؤلمة، يتحدّث يوسف أقغون و يقول بأنّ زملاءه كانوا يخضعون لامتحان في المرحلة الابتدائية، فوضع المعلم ورقة اختبار أمامه دون أن يلاحظ حالته المرضيّة، فقام يوسف بأخذ القلم بواسطة فمه، وبدأ الإجابة عن الأسئلة .
وعن تلك اللحظة يقول “عندها شعرت بأنني موجود وأستطيع القيام بوظائفي اليومية مثل باقي الطلاب، و عندما بلغت التاسعة من العمر، بدأت برسم الشخصيات التي أشاهدها على شاشات التلفاز، والأبطال الذين أتابعهم في أفلام الكرتون، بفمي، وفي المرحلة الثانوية بدأت الرسم، ومساعدة أصدقائي الذين لا يجيدون هذا الفن”.
و ختم أقغون القول بأنه يعتزم عرض اللوحات التي رسمها خلال السنوات الماضية في معرض أطلق عليه اسم “ألوان الأفلام التركية”، سيتم تنظيمه في محطة “قزلاي” للمترو وسط العاصمة أنقرة، طوال أسبوع المعوقين الذي بدأ في 3 ديسمبر / كانون الأول الجاري.