"مسيرة العودة" الفلسطينية .. الأبعاد والأهداف

"مسيرة العودة" الفلسطينية .. الأبعاد والأهداف
"مسيرة العودة" الفلسطينية .. الأبعاد والأهداف

"مسيرة العودة" الفلسطينية .. الأبعاد والأهداف

وسط محاولة إسرائيل تغييب حق عودة اللاجئين إلى أراضيهم التي هجروا منها قبل سبعين عاما، والنأي بذلك الحق بعيدا عن طريق المفاوضات المسدود، يأبى الفلسطينيون نسيان مدنهم وقراهم، التي لطالما ترددت ذكراها على لسان الآباء حتى حفظها الأبناء الذين لم يروها قط.

واليوم يخرج الشعب الفلسطيني بكافة فئاته وأطيافه في الذكرى الـ 42 ليوم الأرض الفلسطيني، ليؤكد أمام العالم بأنه لم ينس يوماً أرضه ولن يتنازل عنها مهما طال به الزمن.

في يوم الأرض 30 مارس/آذار الماضي، انطلقت مسيرة العودة الكبرى بمشاركة عشرات الآلاف من الفلسطينيين باتجاه السياج الفاصل مع أراضي 1948، وتستمر حتى تبلغ ذروتها يوم النكبة 15 مايو/أيار القادم.

تؤكد اللجنة الوطنية العليا (الجهة المنظمة للمسيرة) بأن الهدف من تلك الفعالية السلمية هو فرض حق عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هجروا منها قهرا، وتذكير العالم بمعاناة أجيال من الفلسطينيين المهجرين من أرضهم رغم القوانين الدولية الصادرة من الأمم المتحدة، ومن بينها قانون رقم 194 الذي يدعو صراحة إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم.

كما تهدف إلى ربط الأجيال الجديدة بماضيهم وتراثهم وأرضهم، ودحض كل الأقاويل التي تزعم بأن "الآباء يموتون والأبناء ينسون".

ويرى مراقبون إسرائيليون أن استمرار تلك المسيرات وتصاعد وتيرتها، سيحقق بدون شك الأهداف الآتية:

1- عودة القضية الفلسطينية وحق العودة للفلسطينيين إلى أجندة السياسة الإقليمية والدولية.

2- التسبب بإحراج "إسرائيل" في الساحة الدولية.

3- إعادة طرح موضوع حصار غزة والأزمة الإنسانية فيها من جديد على صدارة الاهتمام العالمي.

4- وضع المزيد من العقبات أمام صفقة القرن للرئيس الأميركي دونالد ترمب.

5- تحويل حدود غزة الشرقية والجنوبية والشمالية لمراكز احتكاك جديدة بين الفلسطينيين والجيش "الإسرائيلي".

6- استعادة الطابع الشعبي للصراع الذي يخوضه الفلسطينيون.

7- الحيلولة دون اتخاذ السلطة الفلسطينية مزيدًا من العقوبات على القطاع.

وقد تركز أكبر حراك شعبي في إطار مسيرة العودة الكبرى في قطاع غزة، ويتوزع على 5 مناطق تمتد على طول السياج الفاصل مع إسرائيل هي شرق مدينتي رفح وخانيونس جنوب القطاع، وشرق مخيم البريج وسط القطاع، وشرق مدينة غزة، وشرق جباليا شمال القطاع.

وفي ظل تأكيد اللجنة الوطنية العليا بأن تكون تلك المسيرة بعيدة عن الألوان والأحزاب السياسية، يثبت الشعب الفلسطيني بأنه على قلب رجل واحد؛ ليسود العلم الفلسطيني وتختفي أعلام التنظيمات السياسية التي لطالما كانت متقاسمة.

كما رفع الفلسطينيون أعلام دول إلى جوار العلم الفلسطيني في إشارة إلى وقوف تلك الدول إلى جانبه، فكان علما تركيا والجزائر حاضران ليشيرا إلى التقارب الشعبي والرسمي.

وعلى الرغم من تأكيد القائمون عليها بأنها فعاليات سلمية بحتة، إلا أن إسرائيل استخدمت سياسات قمعية، أسفرت عن استشهاد 31 فلسطينيا، وإصابة 2850 آخرين بقنابل الغاز والرصاص الحي، ضاربة بذلك المبادئ والقوانين الدولية عرض الحائط.

ومع حيويتها وتنوع نشاطاتها ودخولها الأسبوع الثالث على التوالي، تتخذ مسيرة العودة شكل الاعتصام الحدودي المفتوح الذي يربك حسابات الاحتلال الأمنية والسياسية والعسكرية أكثر من أي وقتٍ مضى، فيلجأ لردع المشاركين بالمسيرات بالنار والحديد لمنع إمكانية استدامة هذه المسيرة.


اقرأ أيضاً| ياسر مرتجى.. أول صحفي شهيد في مسيرات العودة الفلسطينية 


وأعادت تلك المسيرات الأنظار مجددا إلى مصطلح حق العودة الفلسطيني الذي ظهر عقب النكبة التي حلت بالفلسطينيين عام 1948، بعدما أسفرت سلسلة مذابح ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق القرى والمدن الفلسطينية إلى نزوح نحو 800 ألف فلسطيني آنذاك.

ومنذ ذلك الوقت يطالب اللاجئون الفلسطينيون -البالغ عددهم حاليا نحو 5.9 ملايين شخص- بالعودة إلى أراضيهم، رغم مرور 70 عاما على هجرتهم القسرية.

مشاركة على: