سوريون يسترزقون من الكرتون والبلاستيك في تركيا
يعد جمع الكرتون والبلاستيك من الحاويات والأزقة، مهنة امتهنها عدد لا بأس به من السوريين في تركيا. ولكن لكل مهنة إيجابياتها وسلبياتها.
مشروع برأس مال بسيط
العمل بهذه المهنة يختلف بين شخص وآخر في حال كان الشخص بائعاً أو مشترياً.
"أبو إياد"، أحد العاملين في هذا المجال روى كيف بدأ عمله، فقال: "كنت أساساً قد استأجرت قطعة أرض في منطقة اسنيورت بمدينة اسطنبول الأوروبية بمبلغ 1500 ليرة تركية شهرياً، ومن ثم طلبت من أحد أصدقائي العاملين في المجال تأمين عمال لي يقومون بجمع الكرتون والبلاستيك والألمنيوم والحديد على أن أؤمن عرباتهم وأشتري منهم نهاية اليوم ما قاموا بجمعه. صديقي قام بتأمين 5 عمال من الأفغان بدأوا العمل لدي قبل 4 أشهر، أشتري منهم الكيلو غرام الواحد على اختلاف نوعه بـ 30 قرشاً ومن ثم يقوم شاب سوري يعمل لدي بفرزهم لأقوم مساءاً ببيعهم لمعامل إعادة التدوير، الكرتون بـ 30 قرشاً، الحديد والنايلون والبلاستيك بـ 50 قرشاً فيما يباع التنك بـ 40 قرشاً".
"أبو إياد" أكمل قائلاً: "أعمل يومياً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساءاً، في حين يصل دخلي يومياً بين عمليات البيع والشراء إلى 150 ليرة تركية وهو دخل يعد أفضل بكثير مما قد يحصل عليه العامل السوري في البلاد".
أما بالحديث عن العمل كبائع، فإن "محمود"، أحد السوريين المتواجدين في مدينة اسطنبول، والذي يعمل بهذه المهنة منذ مدة، تحدث عن عمله قائلاً: "أعمل يومياً من الثامنة صباحاً حتى الرابعة أو الخامسة عصراً على عربة قمت بتفصيلها يدوياً بجمع الكرتون والنايلون، ينتهي النهار وقد قمت بالبيع بمبلغ يصل أحياناً إلى 100 ليرة تركية، إلا أن العمل يعتبر متعباً نوعاً ما نظراً لضرورة المشي لمسافات طويلة والبحث في الأزقة وفي الحاويات بين القمامة، إلا أنني أجد في نهاية النهار حصيلة تعبي".
مخاطر المهنة
كغيرها من المهن، تحمل هي الأخرى سلبيات ومخاطر للعاملين بها.
"أبو ياسر"، أحد المقيمين في ولاية بورصة التركية، روى حادثة حصلت أمامه عند عودته من عمله مساءاً، قائلاً: "عند عودتي من مكان عملي صادفت رجلاً مسناً يقوم بالبحث في إحدى الحاويات عما يمكن جمعه وبيعه وإذ بشاب تركماني ممن يعملون في هذه المهنة يطلب منه ترك ما جمع ومغادرة المنطقة بحجة أنها (منطقتهم)، وعندما رفض الرجل طلب الشاب قام الأخير باستدعاء 5 من رفاقه وقاموا بتهديد الرجل بالضرب في حال عدم ذهابه أو قيامه بالبحث مرة أخرى في هذه المنطقة".
"أبو ياسر" أكمل قائلاً: "تلك الحادثة لم تكن الأولى ولا الوحيدة فكثير من العاملين في هذه المهنة وأبرزهم التركمان يقومون بتشكيل فرق فيما بينهم ويتقاسمون المناطق داخل الحي أو المنطقة المتواجدين فيها في حين يمنع على أي شخص سواهم دخول تلك المنطقة. تقسيم المناطق ووجود هكذا أشخاص يعتبر أمراً منتشراً في العديد من المناطق التركية لذلك يجب الحذر منه وخصوصاً أثناء العمل ليلاً".
لا يحق لأحد التهكم بالعاملين في هذه المهنة سواء كانوا سوريين أو أتراك، فكثير منهم دارت به الدنيا فحولته من رجل أعمال أو أستاذ إلى جامع للنفايات لتأمين قوت عائلته دون الحاجة لطلب العون من أحد.
الشاب "زكريا توتنجي"، والذي نشرت قصته العديد من الصحف التركية، منذ نحو سنة، سلّم كيساً مليئاً بالحلي والمجوهرات بقيمة تقارب 7500 دولار، كان قد عثر عليه أثناء عمله في جمع المواد القابلة للتدوير داخل إحدى الحاويات في منطقة أديامان جنوب تركيا. أسرة الشاب قررت أن تسليم الكيس للشرطة هو الصواب.
لا يقتصر العمل في مجال جمع المواد القابلة للتدوير على التنقل بين الأزقة وفي الشوارع والبحث ضمن الحاويات. كثير من الشبان اليوم باتوا يجمعون تلك المواد في معاملهم التي يعملون بها خلال النهار.
"مالك" شاب سوري يعمل في ورشة لتفصيل المفروشات يقوم خلال النهار بجمع بقايا النايلون والكرتون ليقوم ببيعهم نهاية الأسبوع.
الشاب قال إنه استطاع إضافة مبلغ وصل أحياناً إلى 100 ليرة تركية كل أسبوع، إلى راتبه.
"أبو عبدو" أيضاً الذي يعمل حداداً للسيارات يقوم بجمع الحديد والألمنيوم والبلاستيك خلال عمله في الورشة عن طريق تجميع القطع التي يقوم أصحاب السيارات بتغييرها. "أبو عبدو" يقوم أيضاً يقوم ببيع ما جمع نهاية كل أسبوع فيستطيع من خلاله إضافة مبلغ قد يصل أحياناً إلى 150 ليرة تركية.
يُذكر أن العمل في مجال جمع المواد القابلة للتدوير يعتبر نظامياً في تركيا، حيث لا تتعرض دوريات الشرطة أو غيرها للعاملين في المجال إضافة إلى عدم ضرورة حصول العامل فيه على ترخيص.