مدينة القدس تفتح أبوابها للأتراك في إسطنبول
في ظل صعوبة الوصول إليها للصلاة فيها والتجول في مساجدها وباحاتها وأزقتها القديمة، يأبى الأتراك نسيان صورتها المقدسة، فخلدوها في قلوبهم وأمام أبصارهم على طريقتهم الخاصة.
"عيش القدس" اسم اختارته بلدية السلطان غازي في مدينة إسطنبول، للموقع الذي أنشأته والذي يصور مدينة القدس عبر مجسمات ونماذج لأهم معالمها.
حالياً، يحظى الموقع باهتمام خاص في شهر رمضان المبارك، حيث تتوجه أنظار المسلمين إلى الأماكن المقدسة.
ويأخذ الموقع زواره برحلة إلى المدينة المقدسة، يعرفهم على معالمها ويكشف عن تفاصيلها، ليجدوا ما يطفئ حنينهم إليها ولو بشكل بسيط.
يستطيع الزائر التجول عبر معالمها فينتابه الشعور بأنه يتجول في مدينة القدس، إذ يرى المسجد الأقصى حيث قبّة الصخرة والمسجد القِبلي وأسواره الضخمة، ويمكن للوافدين تأدية الصلاة في مجسم قبة الصخرة، التي تضم زخارف إسلامية تبدو حقيقية.
وعبر الأبواب المؤدية لباحة المسجد الأقصى المجسّمة، يرى الزائر أعمدة "البوائك" وسبيل قايتباي، التي قد يتعرف عليها لأول مرة، ويمكنه الجلوس في مقهى فلسطين المقام أيضًا في المكان، والتقاط الصور.
أجواء رمضانية تملأ المكان، فالأطفال يتجولون في كل مكان، وفي مجسّم الجامع القبلي، امتلئ المكان بالصائمين في انتظار وقت الإفطار.
وتحرص بلدية السلطان غازي إفطارًا مجانيًا، تقديرًا منها لزيارتهم المكان، وتعبيرًا عن شكرها لكل من يحضر من أجل التضامن مع القدس.
يقول أحد المشرفين على المكان، "حسن باشجا"، إننا "نقدّم اليوم إفطارًا لنحو 800 صائم في حضرة المسجد الأقصى، أردنا أن يعيش الناس أجواء القدس هنا في إفطارهم، لهذا قمنا بإضافة برنامج الإفطار هنا مع عرض هذه المجسّمات".
وأضاف "الأتراك سيواصلون دعمهم للمسجد الأقصى، واقفين جنبًا إلى جنب مع الإخوة الفلسطينيين مهما طال الظلم"، كما حيّا الفلسطينيين في القدس وغزة على "صمودهم وتضحياتهم".
أما أحد الزوار، المواطن التركي، "أمرا يازجي"، فيقول "نحن الآن في موقع يجسد مكانا يتمتع بقداسة كبيرة، سعيدٌ بوجودي في القدس ولو كمجسّم لأنني لم أستطع زيارتها، بهذا ندعم ونساند إخواننا في فلسطين، ومن خلال زيارتنا هذه للمكان نحمل لهم رسالة؛ أن لا يركعوا للمحتل، فليقاوموا حتى آخر قطرة دم".
وتابع "نحن الأتراك معهم دائمًا(الفلسطينيون) ولن نتركهم لوحدهم، مثلما نساند الفلسطينيين بهذه المجسمات سوف نبقى نساندهم بكل الوسائل، كما الأمس واليوم، نحن معهم في الغد".
وحول أسباب اختياره للموقع مكاناً للإفطار، قال يازجي "اخترنا اليوم هذا المكان للإفطار لأنه يحمل معنى كبيرًا، سعدنا بوجودنا في هذه الرحاب التي نتمنى أن نراها على أرض الواقع".
ولا تقتصر الفكرة التي استقطبت عشرات الأتراك، على مدينة القدس فحسب، بل سلطت الضوء على جذور القضية الفلسطينية وقصص معاناتهم، كما صورت زويا الموقع قطاع غزة المستمر منذ 12 عامًا، بالإضافة إلى قضية المعتقلين في السجون الإسرائيلية.
كما يجسد "عيش القدس" التراث الفلسطيني من خلال بيع كتب، و"إكسسوارات"، وملابس عليها أعلام فلسطينية وزخارف؛ لتبقى ذكرى لأصحابها تربطهم بالقدس وفلسطين.
اقرأ أيضاً| افتتاح ساحة تحاكي القدس في إسطنبول