تركيا : قطاع الاستثمارات يشهد نمواً مستمراً رغم "الحملات المشبوهة"

وسط إجراءات حكومية تولي قطاع الاستثمارات أهمية كبيرة، يشهد ذلك القطاع في تركيا تنامياً متواصلاً، ما يؤكد البيئة الآمنة لذلك القطاع في البلاد، على الرغم من الأحداث السياسية التي تشهدها المنطقة وتصاعد حملات التشويه ضد تركيا.

ووفق المعطيات الرسمية، فإن مبيعات العقارات التركية للأجانب خلال السنوات الـ15 الماضية، بلغت نحو 42 مليار دولار، وارتفعت مبيعات العقارات أول ثلاثة أشهر لهذا العام، عن مبيعات نفس الفترة للعام الماضي، بنسبة 20%، فيما زادت مبيعات العقار للأجانب بنحو 25.8% في أبريل/ نيسان الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من 2017.

ويرى الخبراء أن حزمة الإجراءات الحكومية لتشجيع الاستثمار، والسياسات الجديدة المتبعة من الشركات التركية، والعروض التجارية التي تقدمها كالتخفيضات التي تصل إلى أكثر من 20%، فضلاً عن ارتفاع سعر صرف الدولار، جميعها عوامل تصب لصالح ارتفاع مبيعات الاستثمارات في تركيا.

وبشكل خاص، ساهم القانون الجديد لحصول المستثمرين على الجنسية التركية، والذي يقضي بإمكانية الحصول على الجنسية التركية، نتيجة تملك عقار بقيمة 300 ألف دولار، بدلا من مليون دولار، ساهم بزيادة كبيرة في المبيعات خلال الآونة الأخيرة، فضلاً عن الإقامة العقارية التي تمنحها الحكومة إلى أصحاب العقارات.

هل أثرت الحملات المشبوهة ضد تركيا على مبيعات العقارات التركية للأجانب؟

يرى خبراء إنه وعلى الرغم من الأحداث السياسية والحملات المشبوهة التي تستهدف السوق السياحية والعقارية بتركيا، إلا أن سوق العقارات في البلاد يتنامى بشكل مستمر

يقول خبير الشؤون العقارية، عبدالله الرفاعي، إن "الخليجيين ما زالوا الأكثر إقبالا على سوق العقارات التركية، ولم نلاحظ أية تغيرات تذكر".

وأوضح بأن "انخفاض الليرة التركية يشكل فرصة جيدة لشراء العقار بتركيا، وبالفعل هنالك إقبال من أصحاب العملات الصعبة لشراء العقار في تركيا".

وتابع "القوانين التي وضعتها الحكومة التركية، أسهمت في زيادة المبيعات، ولاحظنا قيام بعض الجهات الحكومية التي تقوم بالإنشاءات، بترويج جيد، إذ تضاعف المبيع في بعض الأماكن أكثر من الضعف"، وفق الرفاعي.

وأضاف "المستثمرون الذين ينتمون إلى جنسيات مختلفة في الخليج، مثل السعودية، أصبحوا يبحثون عن ملجأ آمن مع عائلاتهم، وهذا يساهم بشكل كبير في زيادة المقبلين على شراء العقار".

ويؤكد الخبير في الشأن العقاري التركي، راتب القديسي، بأن "الإقبال على شراء العقار زاد في الستة أشهر الأخيرة من دول الخليج، لاسيما من قطر والكويت، بسبب التخفيضات الحالية والقوانين الجديدة".

وبين أن "القوانين الحكومية ساهمت إلى حد كبير بزيادة المبيعات في داخل تركيا، ومن المتوقع أن تتحرك الأمور بشكل أفضل بعد الانتخابات"، لافتاً إلى أن القوانين الاقتصادية الآمنة في تركيا تجعل أنظار المستثمرين الخليجيين تتجه صوب تركيا.

هذا ويتصدر العراقيون قائمة الأجانب الأكثر شراءً للعقارات في تركيا خلال أبريل الماضي، تبعهم السعوديون والإيرانيون والروس والأفغان، وفق هيئة الإحصاء التركية.