تركيا... المرافق الأول للجزائر في الصناعات النسيجية
تحولت الجزائر في ظرف زمني قصير من دولة تستورد المنتوجات النسيجية بعد الركود الذي شهده القطاع منذ سنوات, إلى دولة مصدرة وذلك بفضل المرافقة التي قدمتها دولة تركيا إلى الجزائر .
حركية لتجاوز الأزمة
تبنت الحكومة الجزائرية استراتيجية جديدة تحت ضغط الأزمة النفطية، وفقدان البلاد لنسبة كبيرة من مداخيلها من النقد الأجنبي ,وتتجه السياسات الجديدة نحو تنويع صادرات البلاد خارج قطاع المحروقات، من خلال تصدير منتجات عديدة على غرار الإسمنت والسيارات والحديد والنسيج والمنتجات الالكترونية والكهرومنزلية.
شراكة تركية
وتعمل الجزائر حاليا على استعادة مكانتها في مجال الصناعات النسيجية , التي تلاشت بفعل الأزمات المتعاقبة , وكانت أولى الخطوات تدشين مصنعا للنسيج غربي البلاد، يوصف بأنه "الأكبر في إفريقيا"، وذلك بـ"شراكة تركية"، وباستثمار فاقت قيمته 1.5 مليار دولار.
إقرا أيضاIالشراكة الجزائرية التركية في مجال النسيج تتجسد
المصنع تم إنجازه من طرف رائد النسيج في تركيا "تايبا" وشركات حكومية جزائرية.
و المصنع يتربع على مساحة تقدر بـ 250 هكتارا بمنطقة سيدي خطاب بمحافظة غليزان (350 كيلومترا غرب العاصمة)، ، وسيضم 8 وحدات تنتج مختلف أنواع النسيج.
و هناك مرحلة ثانية من المشروع الاستثماري، ستشهد لاحقا إنجاز 10 وحدات أخرى تختص في إنتاج المادة الأولية للنسيج والأقمشة التقنية.
كما أن المشروع أنجز باستثمار إجمالي قدره 170 مليار دينار جزائري (قرابة 1.5 مليار دولار أمريكي)، وسيسهم في خلق 25 ألف وظيفة عمل اعتبارا من سنة 2020 (إنهاء المشروع بكافة مراحله).
من بلد مستورد إلى مصدر
بفضل المرافقة التركية الرائدة في الصناعات النسيجية ,شرعت الجزائر في تصدير أول شحنة من منتجات النسيج وغزل القطن إلى أوروبا، لتدُشِّنَ الجزائر مرحلة تصدير النسيج، حيث كانت تستورد 90 بالمائة من حاجياتها إلى مرحلة التصدير بفضل مصنع هو الأكبر في أفريقيا
و أعطت وزارة الصناعة والمناجم، رسميا إشارة انطلاق تصدير 200 طنّ من مختلف منتجات النسيج معبأة في 11 حاوية، انطلقت نحو كل من تركيا وبلجيكا والبرتغال وبولونيا، في حين سيتم تصدير كميات أخرى خلال هذا الشهر نحو فرنسا وألمانيا وإيطاليا.
وبعد ثلاث سنوات على التوقيع، بدأت أولى ثمار مشروع الشراكة الجزائرية التركية بمركب النسيج سيدي خطاب بولاية غليزان بالظهور، من خلال إجراء أولى عمليات التصدير إلى الخارج، ونقلت الصفحة الرسمية لوزارة الصناعة والمناجم على “فايسبوك” أن مصنع “تايال” صدر 200 طنّ من مختلف أنواع النسيج للعديد من الدول الأوروبية و”هي خطوة إيجابية ستسمح لنا مستقبلا بالوصول إلى هدفنا المتمثل في تنويع الاقتصاد الوطني”.
وأوضح الوزير يوسفي أن المصنع أوتوماتيكي مائة بالمائة، يمثل الجيل الثالث من صناعة النسيج، وسيكون بمثابة مدرسة لصناعة النسيج في البلاد.
وأشار الوزير إلى أن “الجزائر مطالبة بمواكبة التطور العالمي وعليها أن تصل في غضون 10 إلى 15 سنة إلى الجيل الرابع من الصناعة”.
وأفاد بيان لشركة “تايال” التي تسير مصنع سيدي خطاب بغليزان، والتي تحوز الجزائر 51 بالمالئة من رأسمالها و49 بالمائة لشركة “تايبا” التركية، بأن هذا المصنع سيساهم في نمو الاقتصاد الجزائري، والتصدير إلى دول على غرار البرتغال بلجيكا وبولونيا وتركيا.
ووفق بيان الشركة المختلطة ، فإن مصنع غليزان للنسيج وغزل القطن ومن خلال عمليات التصدير هذه سيضع الجزائر في مصاف الدول المصدرة لهذه المنتجات.
وكشف بيان الشركة الجزائرية التركية للنسيج أن عمليات التصدير ستتواصل وخاصة في شهر أوت ، مشيرا إلى أن طلبيات تصدير قد وصلتها من ألمانيا وإيطاليا وفرنسا.
هذا وتعتمد الجزائر قاعدة في الشراكة الأجنبية تقوم على أساس منح 51 بالمائة للطرف الجزائري، أي الأغلبية في رأس المال، و49 بالمائة للطرف الأجنبي، في كافة المشاريع والقطاعات الاقتصادية.