خبراء اقتصاد: قرارات ترامب الجمركية تفتقر لأي "منطق اقتصادي"
يؤكد خبراء اقتصاديون بأن قرارات الرئيس الأمريكي بفرض رسوم إضافية على واردات بلاده من الصلب والألمنيوم القادم من تركيا، إضافة إلى دول أخرى تفتقر لأي "منطق اقتصادي"، كما أنها تزعزع نظام التجارة العالمي، ولن تصب في مصلحة أي من الدول.
يوم الجمعة الماضي، أعلن ترامب مصادقته على مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات بلاده من الصلب والألومنيوم التركي، وعليه ستصل الرسوم الجمركية على واردات الألمونيوم بنسبة 20%، فيما ستبلغ 50% على واردات الصلب.
ويأتي هذا القرار بعد فرض واشنطن رسوماً وجمارك على واردات من الصين والاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك، في مارس/آذار الماضي.
وبهذا الصدد، تقول مديرة شركة "إم آر في أسوشيتيس" الأمريكية، "مايرا رودريغيز فالاداريس"، إن فرض ترامب رسوما جمركية إضافية على تركيا، لا يتمتع بأي منطق اقتصادي، ولا يحمل أي معنى من الناحية الاقتصادية.
وأضافت إن مواقف ترامب مبتذلة ولا يمكن الوثوق بها، وأنه يسعى لتحقيق مراده في المجالين السياسي والاقتصادي عبر اتباع الطرق التعسفية، من خلال التهديد بفرض رسوم جمركية إضافية.
وأوضحت مديرة الشركة الأمريكية للاستشارات المالية والأبحاث، بأن قرار ترامب بمثابة إعلان حرب تجارية مع تركيا إضافة إلى عدد من الدول، مشيرة إلى ضرورة أن تسعى الولايات المتحدة لإنشاء علاقات أكثر إيجابية مع تركيا، التي تعتبر حليفة قوية لها في منطقة الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من أن حجم الصادرات التركية من الصلب والألمنيوم في السوق الأمريكية، قليل نسبيا، إلا أن القرار سينعكس سلبا على المستوردين الأمريكيين.
وتابعت قائلة "ترامب لا يستخدم موضوع التعرفات الجمركية، كعنصر مساومة تجارية في السوق، إنما يهدد بفرض رسوم جمركية إضافية بشكل مباشر".
وأشارت إلى الخسائر التي تكبدتها بورصة نيويورك، يوم الجمعة الماضية، حيث انخفضت المؤشرات بمعدل 0.7 بالمائة، في حين فقد مؤشر داو جونز الصناعي 196 نقطة.
كما أكدت بأن قرارات ترامب الجمركية ألحقت الضرر باقتصادات الأسواق الصاعدة والدول النامية، "قراراته الأخيرة بخصوص تركيا، أدت إلى تجدد القلق لدى المستثمرين مرة أخرى".
وكان صندوق النقد الدولي، قد حذر الشهر الماضي، من تأثيرات الحمائية التجارية السلبية على الاقتصادات المتقدمة والناشئة.
أما الخبير الاقتصادي بالأسواق الناشئة في "كابيتال إكونوميكس" البريطانية، ويليام جاكسون، فيؤكد بأن قرار فرض ترامب رسوما إضافية على الصلب والألمنيوم التركي، سيزيد من قيمة الكلفة بالنسبة للمنتج الأمريكي، ما سيؤدي إلى تأثر الشركات الأمريكية سلبا.
بالمقابل، سيزيد تراجع قيمة الليرة التركية من قوة المنافسة لدى المصدرين الأتراك، بحسب جاكسون.
يشار إلى أن حجم صادرات تركيا من الصلب والألمنيوم بلغ نحو 7% في السوق الأمريكية خلال العام المنصرم، بقيمة 11.5 مليار دولار.
وشكلت حصة السوق الأمريكية من صادرات الصلب التركي خلال العام الماضي 7.3%، من إجمالي الصادرات التركية البالغ قيمتها 157 مليار دولار.
اقرأ أيضاً | عجز التجارة الخارجية الأمريكية يواصل ارتفاعه رغم السياسات الحمائية