حلى يدوية تعود بالأتراك إلى زمن السلاطين العثمانيين
وجد مجموعة من مصممي الحلى، في الزخارف والنقوش التي تزين مقتنيات السلاطين العثمانيين، ضالتهم المنشودة في ابتكار تصاميم لحلى يدوية تمزج بين عراقة الماضي وعصرية الحاضر.
وأطلق أعضاء فريق "تكنولوجيا المجوهرات" التابع لمعهد "النضج" في ولاية "طرابزون"، شمال غربي تركيا، ورشة عمل لتشكيل مجموعة مقتنيات تنتقي من كل زمن إبداعاته ونقوشه وفنونه، لتجعل من القطع المصنوعة مادة تاريخية.
وخلال الورشة التي انطلقت تحت اسم "من المجد إلى الظرافة"، أجرى الفريق خطة بحث عن الزخارف الموجودة على المقتنيات الخاصة لكل من محمد الفاتح (امتدت فترة حكمه بين عامي 1451-1481م)، وسليم الأول (1512-1520م) وسليمان القانوني (1520-1566م).
بدأ الفريق بصناعة حلي ومستلزمات زينة يدوية، مستوحاة في شكلها من زخارف مقتنيات السلاطين العثمانيين، مثل السيف، وأواني الماء، والدروع، ومحفظة المصحف الشريف وأباريق خزفية تعود للسلاطين العثمانيين الثلاثة.
تقول مديرة معهد "النضج" بطرابزون، سبال قرابينا، "نعمل في هذا المعهد مع أساتذتنا وطلابنا من أجل أن نكون همزة وصل بين الماضي والحاضر"، لافتة إلى أن المعهد يواصل أنشطته في هذا المجال منذ أكثر من عامين، لإعادة الحيوية إلى الفنون اليدوية والثقافية التي أوشكت على الاندثار.
وأضافت أن قسم تكنولوجيات المجوهرات لدى المعهد، يقوم بصنع حلي مستوحاة من المقتنيات والآثار العثمانية التي كانت رائجة في الفترة الفاصلة بين نهاية القرن 15 ومطلع القرن 16.
وتابعت: "حرصنا على تشكيل مجموعة فنية خاصة، واخترنا السلاطين العثمانيين الثلاثة نظراً لمرورهم بولاية طرابزون خلال فترات حياتهم المختلفة، وصنعنا حليا ومستلزمات زينة مستوحاة من زخارف مقتنياتهم الخاصة."
وأوضحت أن شعار "من المجد إلى الظرافة"، يرمز إلى أن السلاطين الثلاثة لم يهتموا خلال فترات حكمهم بفتح البلدان فحسب، بل عملوا على نشر العلم والثقافة والفن والمعرفة في مختلف القارات والبلاد التي دخلوها، وسعوا لتطويرها.
ويحرص القائمون على الورشة من خلال نشاطهم في هذا المجال، هو عدم حصر وجود الزخارف التاريخية لهؤلاء السلاطين في الكتب والمتاحف فقط، بل تأمين زيادة رواجها عبر زخرفة الحلي ومستلزمات الزينة بها.
أما سويل شاهين، وهي إحدى المعلمات في قسم تكنولوجيا المجوهرات لدى معهد "النضج"، فأكدت أن المجوهرات والحلي التي تحمل زخارف عثمانية، تلقى اهتماماً ورواجاً كبيراً في السنوات الأخيرة.
وأشار إلى أن قطاع المجوهرات في الدولة العثمانية، بلغ ذروته من حيث العظمة والأهمية، وذلك خلال عهد السلطان سليمان القانوني.
وأكدت على أنهم يسعون لاستحضار الماضي في الوقت الحاضر، عبر الترويج لآثار الزمن الغابر، وقد نجحوا في تصنيع 50 زخرفة مختلفة من 11 من مقتنيات السلاطين الثلاثة.
ويحصل الزبائن على كتيب يروي قصة الزخارف الموجودة على الحلي، وذلك بغية تقديم لمحة عنها وعن الزخارف الموجودة فيها.
وتتصدر الفنون اليدوية مثل "التلكاري" - صياغة الفضة بأسلوب خاص- قطاع المجوهرات في ولاية طرابزون.