اللبنانيون والدراما التركية ... قصة عشق لا تنتهي
يرجح كثيرون أن اللبنانيين هم أكثر الشعوب العربية متابعة للمسلسلات التركية، بعد أن غدت ظاهرة تجتاح المجتمع اللبناني والعربي بصورة عامة منذ أكثر من عقد.
وبهذا الصدد، تقول الصحفية والناقدة التلفزيونية، زكيا ديراني، إن الدراما التركية أصبحت من أفضل الصناعات بالنسبة للبناني، كونها وليدة لمجتمع شرقي، تعكس عاداته وتقاليده على حبكاتها وأحداثها.
وأكدت أن الدراما التركية ترسم عصرًا ذهبيًا منذ عشرة أعوام وحتى اليوم، خاصة بعد دخولها القنوات العربية عبر مسلسل (نور)، كأول عمل درامي تركي، وبعده مسلسل سنوات الضياع، ليتبعهما عشرات الأعمال".
وحول أكثر المسلسلات التركية شعبيةً حاليا في لبنان، قالت ديراني، إنه مسلسل "حب أعمى"، وجاري عرضه على شاشة قناة "نيو تي في" اللبنانية، حيث حصد نسب مشاهدة عالية.
ورغم أن الدراما التركية، حاضرة في جميع المحطات اللبنانية التي تعرض المسلسلات التركية على مدار السنة، إلا أن مشاهدة اللبنانيين لها لا تقتصر على ذلك، حيث يتابعونها على موقع "يوتيوب".
ومن أكثر المسلسلات التي يتابعونها عبر "يوتيوب"، الموسم الثاني من "اشرح أيها البحر الأسود"، و"عروس إسطنبول"، "الطائر المبكي"، "اصطدام، الحفرة"، "العهد"، والموسم الخامس من "أرطغول" و"ابنتي"، وغيرها.
ولفتت ديراني إلى أن "المسلسلات التركية استطاعت أن تستقطب أكبر عدد من المتابعين على حساب الهويات المختلفة لبقية المسلسلات، وأكدت بأن الدبلجة إلى اللهجة السورية زادت من حب اللبنانيين لمتابعة المسلسلات التركية.
وشددت على أن المسلسل التركي قادر على إقناع اللبناني بشكل كبير، كونه يحمل رسائل وقضايا اجتماعية وثقافية وسياسية تثير اهتماماته، وينقل واقع القضايا بحذافيرها.
وزادت بأن خصوصية المسلسل التركية تجعلها يستحوذ على مشاعر المشاهد اللبناني، ويدفعه بطبيعته الإنسانية إلى أن يعشق أبطال المسلسل وما يقومون به.
ومن زاوية أخرى، أكدت الناقدة اللبنانية أن دور الدراما التركية لا يقتصر على المشاهدة فحسب، بل لعبت دورًا مهمًا في تنشيط الحركة السياحية.
وأوضحت أن صنّاع الدراما التركية استطاعوا تسخير الفن لإبراز الشكل الجمالي، من خلال تصوير المسلسلات والأفلام التركية التي يتم تسويقها عربيًا، حيث يتم اختيار أجمل المناظر، التي تبرز جمال البلد (تركيا) وتجعله مقصدًا للسائحين.
وتابعت، الأتراك أتقنوا كيفية الترويج لأعمالهم، فكم من اللبنانيين يذهبون إلى تركيا للتعرف إلى المكان الذي تم فيه تصوير مسلسل حريم السلطان أو مسلسل نور مثلًا، حيث يحرصون على التقاط الصور التذكارية في مثل هذه الأماكن.
من جانبها، قالت ليلى (27 عامًا)، موظفة في بنك: "لا يمر يوم واحد من دون أن أشاهد مسلسلات تركية، وحاليًا أتابع "حب أعمى".
وأوضحت أنها تحب "الطريقة التي تركز بها المسلسلات التركية على الرومانسية القديمة، مقارنة بالمبالغة الدرامية التي تنتجها المسلسلات الأجنبية.. مسلسل واحد لا يكفيني، فأنا أتباع ثلاث مسلسلات يوميًا".
وأضافت "تركيا قريبة جدًا من لبنان، وأرى تشابهًاً بين ثقافة أهلها وثقافتنا، وعندما بدأت في مشاهدة هذه المسلسلات، أدركت كم كانت ترهقني مشاهد المسلسلات الفارغة".
فيما تتابع المواطنة اللبنانية رنا، 8 مسلسلات تركية كل يوم عبر التلفزيون ويوتيوب، يتراوح مدة كل منها ساعتين تقريبًا، "الحفرة"، "أنت وطني"، "عبد الحميد"، "لا تبكي يا أمي"، "جولبوري"، "لا تترك يدي"، "التفاحة الممنوعة" و"حكاينتا".
أما هلا (38 عامًا)، ربة منزل، هي الأخرى من عشاق الدراما التركية، إذ تتابع المسلسلات التركية بانتظام، بمعدل سبع ساعات يوميًا، وهي تتابع مسلسل أرطغرل، وكارا سيفدا (حب أعمى)، كيراليك إسك (حب للإيجار)، وغيرها".
وأكدت أنها تعلمت من المسلسلات التركية بعض المصطلحات التي ساعدتها في تركيا، كونها تسافر إليها كثيراً.
كدلك الطالبة الجامعية هند، المولعة بمشاهدة المسلسلات التركية، واتي تجمع حلقات الأسبوع وتتابعها دفعة واحدة في أيام عطلتها.
ومن بين المسلسلات، التي تتابعها عبر يوتيوب أو "فيسبوك"، "حب أعمى"، "حب للإيجار"، "الاصطدام" والحفرة".
وتعد متابعة الدراما التركية حكراً على النساء فقط، فالرجال في لبنان يتاعونها بشغف أيضاً، فالموظف "محمد" (34 عامًا)، يتابعها منذ فترة طويلة، وباللغة التركية.
وأكد أن "المتابعة تعني أن موعد بث المسلسل وقت محجوز مسبقًا لا يمكن تخطيط لأي مشروع قبله أو خلال بثه٫٫ هذه ظاهرة لبنانية".
أما جهاد (66 عامًا)، متقاعد، فيشاهد المسلسلات التركية من خلال الـ Netflix وصفحات الإنترنت، ومنها "أرطغرل"، "الملحمة الأخيرة،"و"فيلينتا"، وغيرها.
ويقول "كوني رجل متقاعد أتابع المسلسلات التركية لتمضية الوقت وتعلم اللغة التركية في آن واحد، واليوم تعلمت العديد من المصطلحات".
اقرأ أيضاً| هكذا استقبل القطريون بطل "قيامة أرطغرل"