أرملة قنصل فلسطين باسطنبول : زوجي عاش مكافحاً من أجل قضيته
اسطنبول - نيو ترك بوست
تروي قمر الخطيب، أرملة القنصل الفلسطيني بإسطنبول، عبد الكريم الخطيب، كفاح زوجها الراحل ونضاله من أجل قضيته، وأبناء شعبه.
وفي ديسمبر/كانون الثاني 2018، بعد صراع مع مرض السرطان،توفي الخطيب في مستشفى بإسطنبول كان يرقد فيه لمدة عام تقريباً.
وتكريماً لهذه العائلة المناضلة تم تقديم وسام الدولة من السلطة الفلسطينيةخلال حفل للسفراء الفلسطينيين في البلدان الأوروبية وذلك في 3 مارس آذار الجاري.
واستلمت زوجة القنصل قمر الخطيب وهي تركية الأصل وسام الدولة .
في بداية حديثها عن زوجها أعربت عن مدى حزنها لفقدانها إياه قبل أشهر، وأنه شكّل فراغاً في حياة أسرته، من الصعب سدّه ،مؤكدة أنه عاش حياته مكافحاً من أجل فلسطين حرة وعاصمتها القدس.
اللقاء الأول
وأشارت الخطيب إلى أنها تعرفت على زوجها الراحل في العاصمة أنقرة التي جاء إليها عبد الكريم الخطيب بغرض الدراسة الجامعية.
وبينت الخطيب أن زواجهما لم يكن يروق لعائلتها ،اذا قابلت معارضة شديدة من أسرتها التي رضخت في النهاية أمام قرارهما وتوجّا علاقتهما بالزواج وبناء أسرة أنجبت خلالها 4 من الأولاد هم سرحات، ومراد، وسليم وسراب.
ونوهت الخطيب أن زوجها فضل عدم الانتقال إلى الجنسية التركية بدلاً من الفلسطينية وآثر على الرحيل عن هذه الحياة بالهوية الفلسطينية فقط.
وقالت في هذا الصدد "طلبت منه الانتقال إلى الجنسية التركية، وأنه في حال فعل ذلك سيتمتع بمزايا معينة، إلا أنه رفض وعبّر لي عن مدى حبه لتركيا، وأنه مصرّ على التمسك بالجنسية الفلسطينية حتى آخر عمره قائلاً: ولدت فلسطينياً وناضلت وكافحت كمواطن فلسطيني وسأموت كذلك".
ولفتت الخطيب إلى أنه في بداية حياتهما عاشوا في فلسطين بعد زواجهما، في الفترة بين عامي 1995 و1997، ليعودا بعدها إلى إسطنبول حيث مكان عمله.
وأوضحت أنه بالرغم من كونها تركية الأصل إلا أن ذلك لم يتسبب في شعورها بالغربة بين أسرة زوجها، بل على العكس، شعرت أنها جزء منهم منذ زمن بعيد، على حد قولها.
وأكدت زوجة القنصل الفلسطيني الراحل أنها عاينت في الفترة التي قضتها برفقة زوجها في فلسطين الكثير من الظلم الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه كانت شاهدة على عزيمة وإصرار الشعب الفلسطيني ومقاومته.
وأشادت بقوة الشعب الفلسطيني وما يتمتع به من عزيمة ومقاومة وقالت "يتمتعون بثقافة عالية، ويكثرون القراءة. فضلاً عن تمتّعهم بعزيمة وإصرار يجعلهم يعيدون بناء ما هدمه اليهود في كل مرة، ولو تكرر ذلك عشرات المرات. أي أنهم يرسمون الحياة من جديد، كلما قضى عليها الإسرائيليون".
وأشارت إلى أن أول دخول لزوجها لفلسطين كان برفقة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، بعد منه لمدة 25 عاماً.
وأوضحت بأن زوجها بقي متفائلاً حتى آخر عمره، بأن فلسطين ستكون يوماً ما بلداً حراً وعاصمتها القدس، وأنه خدم قضيته حتى خلال فترة مرضه عبر اتصالاته ومعارفه.
وأفادت الخطيب أنه تم الامتثال لوصية زوجها ودفنه في مقبرة "السلطان أبو أيوب الأنصاري" بإسطنبول.
وولد عبد الكريم الخطيب عام 1958 في رام الله وسط الضفة الغربية، وشغل منصب مرافق أمني من عام 1979/ 1991، ضمن طاقم الحماية الأمنية للسفير ربحي حلّوم في تركيا، والذي كان يتولى مهامه كسفير خلال طوال تلك الفترة.
وعام 1994 انتقل إلى فلسطين، حيث تولى مناصب حكومية مختلفة، وعاد إلى تركيا عام 2000 دبلوماسيا بسفارة فلسطين في أنقرة، ثم قنصلا عاما في إسطنبول منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2016.