ألعاب العنف الرقمية تغذي "الإسلاموفوبيا"
أنقرة - نيو ترك بوست
يؤكد خبراء وجود صلة بين ألعاب العنف الرقمية المنتشرة بين الشبان حول العالم من جهة، وبين ترسيخ ظاهرة "الإسلاموفوبيا" من جهة أخرى، في ظل وجود ألعاب تستهدف نشر العداء والكراهية والحقد تجاه المسلمين.
ومع انتشار تلك الألعاب على نطاق واسع خلال السنوات الأخيرة، يحذر الخبراء من استخدامها لا سيما تلك التي تتضمن عناصر معادية للإسلام والمسلمين، ومحرضة للإسلاموفوبيا.
وتسبب الهجوم الإرهابي على مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش بنيوزيلندا، منتصف مارس/آذار الجاري، في إعادة طرح القضية، علمًا أن منفذها "بينتون ترانت" استخدم أساليب في التنفذ والتصوير، تشبه تلك التي تظهر في بعض مشاهد الألعاب الرقمية.
وبهذا الصدد، يقول "علي مراد قرق" الأستاذ المساعد في كلية الاتصالات بجامعة مرمرة التركية (حكومية)، إن هنالك أطرافًا تستهدف نشر العداء والكراهية والحقد تجاه المسلمين، من خلال تلك الألعاب.
وأوضح "قرق" أن تلك الظاهرة تعود إلى فترة ما بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 الدامية بالولايات المتحدة، وعمل حكومات ولوبيات دولية على الربط بين الإرهاب وكل ما له علاقة بالإسلام.
ومن بين تلك الألعاب "Muslim Massacre" وتعني "مجزرة المسلمين"، التي تم تطويرها عام 2008، والتي يقوم مستخدموها بقتل نساء منقبات ورجال بلحىً، ويُستهدف في النهاية قتل النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ولفت "قرق" أن الإرهابي "ترانت" نفّذ الهجوم وهو في الـ28 من عمره، أي أنه كان في سن الـ17 عندما تم تطوير هذه اللعبة، مضيفاً، "ليس مستغرباً القول إنه تأثر بها، سيما عند النظر إلى محاكاته أساليبها الدموية".
وتابع أن العديد من ألعاب الفيديو حول العالم تتضمن عناصر محرضة على الإسلاموفوبيا، وتشويهًا للشعارات والرموز المرتبطة بالدين الإسلامي، مثل القرآن الكريم والكعبة المشرفة، والكتابات العربية.
وحذر الخبير التركي من تأثر الأطفال بشكل أكبر بتلك المشاهد، نظراً لقابلية أذهانهم تخزينها قبل أن تنعكس على تصرفاتهم بعد سنوات، وهو ما ينذر بازدياد الإسلاموفوبيا مع الزمن.
ويبلغ حجم سوق الألعاب الرقمية حول العالم، 110 مليارات دولار حول العالم، وهي بذلك تحظى بأهمية كبيرة في الاقتصاد العالمي.
وشدد الأكاديمي التركي على أهمية تشجيع الشركات التركية على تصميم وتطوير ألعاب محلية لا تحتوي تلك العناصر السلبية، وتسويقها بشكل كبير على الساحة الدولية.
ودعا إلى توعية أولياء الأمور بتلك المخاطر، وكذلك المؤسسات التعليمية والتربوية.
هذا ودأبت وزارة الشباب والرياضة التركية، على إعداد كُتيّب "الإسلاموفوبيا في الألعاب"، الذي يتضمن أمثلة حول المشاهد والأصوات والرموز المستخدمة في الألعاب الرقمية ذات الانتشار الواسع حول العالم والمستخدمة من قبل ملايين الأشخاص يوميًا.
وطبعت الوزارة التركية الكُتيّب باللغتين التركية والانجليزية، وجرى توزيعه على المشاركين في "المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الشباب والرياضة"، للتحذير من تلك الألعاب التي تستخدم القيم الإسلامية جنبًا إلى جنب مع العنف والإرهاب.
وتساهم الرموز والأصوات المُستخدمة ضمن بعض الأفلام الكرتونية والألعاب الرقمية المشهورة على مستوى العالم، في التأثير على وعي الأطفال والشباب، من أجل تحريض الأجيال القادمة على الإسلام والمسلمين.
وفيما يلي بعض أسماء الألعاب التي تحتوي على مشاهد ورموز مسيئة للإسلام، ومحرضة على كراهيته، وفقا للكتيب:
- "غيتار هيرو – 3 (GUITAR HERO-3)": اللعبة قائمة على عزف اللاعبين آلة موسيقية على المسرح في أجواء احتفالية، هذه اللعبة التي تلقى رواجا لدى الملايين من المستخدمين، تحرك الشخصيات للرقص والقفز بحماس على المسرح فوق كلمة "الله"، مكتوبة باللغة العربية.
- "ديفل ماي كراي/ دينتس أويكينج (DEVIL MAY CRY 3/DANTE’S AWAKENING)": هي لعبة أكشن تم تطويرها ونشرها من قبل شركة كابكوم وصدرت عام 2005 / 2006، حيث يستخدم باب الكعبة قبلة المسلمين كرمز لمدخل برج الشيطان.
- "ريزدنت إيفل (RESIDENT EVIL)": هذه اللعبة التي لها ملايين المستخدمين، تظهر باب قبر النبي محمد (ص) كمصدر للفوضى والشر، كما وضع رمز المتنورين (أو إلوميناتوس، وأعضاء جمعية سرية تأسست في 1 مايو/ أيار 1776، وفي العصر الحديث أصبحت كلمة تستخدم للإشارة إلى التآمر) على باب المسجد النبوي، وأما في جزء المكتبة من اللعبة، فتظهر كل الكتب موضوعة في الرفوف باستثناء القرآن الكريم يظهر على الأرض.
- "كول أوف ديوتي (CALL OF DUTY)": تعد هذه اللعبة أكبر سلسلة ألعاب في العالم، وفيها يظهر رجل يحمل رشاشا آليا ويقف أعلى سطح مبنى ليبحث عن خصمه ثم يدخل دورة مياه متسخة، فيها كرسي تواليت يعلوه السيفون ويعلو السيفون لوحة كبيرة كتب على حوافها حديث نبوي شريف، واضطرت الشركة المبتكرة للعبة أن تغطي اللوحة باللون الأسود بعد تلقيها شكاوى بهذا الخصوص.
- "كاونتر سترايك (Counter-Strike)": هذه اللعبة الشهيرة، تظهر الإرهابيين الذين يقتلون على يد الجنود أو يصابون، يطلقون صحيات "الله أكبر" و"لا إله إلا الله"، وعقب ردود الأفعال الكبيرة في العالم الإسلامي إزاء ذلك، قام مبتكروا اللعبة بحذف المؤثرات الصوتية المذكورة من اللعبة.
- "لعبة كليف باركرز أندينيغ (CLIVE BARKERS UNDYING)": في المراحل المتقدمة من اللعبة، تتعرض الشخصية الرئيسية للعبة لهجوم من الشيطان، ويشن الشيطان هجماته من مكان ثابت يقف على آية قرآنية.
- " لعبة زاك ويكي (ZACK & WIKI)": خلال مقتل الأعداء رموز الشر في اللعبة، تخرج أصوات "الله أكبر".
- "قصف غزة (BOMB GAZZE)": تقوم اللعبة على قصف قطاع غزة الفلسطيني وقتل النساء المنتقبات ورجال يرتدون الزي الإسلامي.