رفض عربي ودولي لاعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان
إسطنبول - نيو ترك بوست
لاقى اعتراف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الرسمي بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، رفضاً واسعاً على المستويين العربي والدولي، وسط تحذيرات إقليمية من تداعيات خطيرة للقرار المخالف لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة.
وأعربت جامعة الدول العربية عن رفضها القاطع لخطوة ترامب التي تنتهك قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981، الذي يؤكد الوضع القانوني للجولان السوري كأرض محتلة، ويرفض قرار ضم إسرائيل لها، عام 1981، ويعتبره باطلا ولا أثر قانونيا له.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، "إذا كان الاحتلال جريمة كبرى، فإن شرعنته وتقنينه خطيئة لا تقل خطورة، فالقوة لا تنشئ حقوقا ولا ترتب مزايا، والقانون الدولي لا تصنعه دولة واحدة مهما كانت مكانتها".
وشدد أبو الغيط، في بيان له، على أن واشنطن "صارت تتماهى بصورة كاملة مع المواقف والرغبات الإسرائيلية"، مما أوجد "حالة من الخروج على القانون الدولي روحا ونصا تقلل من مكانة الولايات المتحدة الأمريكية".
واعتبرت دمشق أن القرار "يمثل أعلى درجات الإزدراء للشرعية الدولية (...) ويفقد الأمم المتحدة مكانتها ومصداقيتها"، محذرة من أن "هذه السياسة العدوانية الأمريكية تجعل من المنطقة والعالم عرضة لكل الأخطار"، وأكدت على حق سوريا العمل على تحرير الجولان بـ"بكل الوسائل المتاحة".
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في بيان، عن رفض المملكة ضم إسرائيل لمرتفعات الجولان المحتلة، محذرا من أن "أي اعتراف بهذا الضم يعد قرارًا أحاديا سيزيد التوتر في المنطقة".
وانتقدت الخارجية اللبنانية "استيلاء إسرائيل على الأراضي بالعنف والعدوان"، وحذرت تل أبيب من "عزلة أكبر" و"هزيمة عسكرية جديدة"، واعتبرت أن قرار ترامب أسقط "مبدأ الأرض مقابل السلام".
كما جددت قطر الخطوة الأمريكية، تأكيدها على موقفها المبدئي الثابت بأن هضبة الجولان أرض عربية محتلة، مشددة على "ضرورة امتثال الاحتلال الإسرائيلي لقرارات الشرعية الدولية بالانسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان".
وأوضحت أن "مساعدة الاحتلال الإسرائيلي على ازدراء القرارات الأممية ذات الصلة بهضبة الجولان المحتلة وخصوصا قرار مجلس الأمن رقم 497 لسنة 1981 لن تغير من حقيقة أن الهضبة أرض عربية محتلة".
وأعرب نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله، الإثنين، عن أسفه لقرار ترامب، وقال في تصريح للصحفيين، إن هذا الاعتراف سيؤدي إلى "مزيد من التوتر وتدهور عملية السلام المتعثرة أصلا".
وشدد على أن الخطوة الأمريكية تأتي "تجاوزا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وخصوصا القرار رقم 497 والذي يدعو إسرائيل إلى إلغاء ضم مرتفعات الجولان".
وأعلنت السعودية رفضها التام واستنكارها لقرار واشنطن، وأكدت أن مرتفعات الجولان هي أراض سورية محتلة، داعية "كافة الأطراف إلى احترام مقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة".
وأكدت المملكة في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية، على "موقفها الثابت والمبدئي من هضبة الجولان، وأنها أرض عربية سورية محتلة"، مشددة على أن "محاولات فرض الأمر الواقع لا تغير في الحقائق شيئاً".
كما اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في غزة، إسماعيل هنية، أن "هذه القرارات الظالمة (...) لن تغير الحقائق التاريخية والجغرافية للأرض السورية وحقوق الشعب العربي السوري في الجولان المحتل".
وشدد هنية، في بيان، على أن "وقوف حماس بجانب سوريا أمام هذه الغطرسة الأمريكية، التي لا تحترم الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية، والتي طالت أيضا قضيتي القدس واللاجئين".
ودعا محمد البرادعي، نائب الرئيس المصري السابق، للرد على القرار الأمريكي، وقال "يضرب ترامب كل يوم عرض الحائط بالحقوق العربية فى مشهد مستمر".
وتابع في تغريدة على حسابة عبر تويتر "ليس صحيحاً أننا غير قادرين على مواجهة مايقوم به وإنما السؤال هو هل لدينا الإرادة، أرجو مخلصاً أن يتناسب رد الفعل مع المهانة التي يشعر بها ٤٠٠ مليون عربي والتي تتزايد يوماً بعد يوم".
وأعربت موريتانيا عن أسفها الشديد لقرار ترامب، واعتبرت خارجيتها القرار "انتهاكًا لعموم المبادئ الناظمة للقانون، خرق لقرارات الشرعية الدولية، وبخاصة القرار 497 لسنة ويزعزع استقرار عموم المنطقة و العالم أجمع".
وأكدت موريتانيا تمسكها بوحدة الأراضي السورية كافة، وفقا لمقتضيات القانون وقرارات الشرعية الدولية، ووقوفها "الكامل وراء الحق السوري، وفقا للموقف العربي المشترك الذي عبرت عنه جامعة الدول العربية".
وأعلنت وزارة الخارجية البحرينية اليوم الثلاثاء، تأكيدها على موقفها الثابت باعتبار هضبة الجولان أراض عربية سورية محتلة من قبل إسرائيل في يونيو 1967، بحسب قرارات مجلس الأمن الدولي.
وشددت الوزارة في بيان لها على ضرورة احترام قرارات الشرعية الدولية، مطالبة بضرورة تضافر كافة الجهود من أجل إنهاء احتلال إسرائيل لهضبة الجولان السورية والانسحاب من كافة الأراضي العربية التي احتلتها، وذلك لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في المنطقة.
وعلى صعيد المجتمع الدولي، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، في مؤتمر صحفي: "موقفنا لم يتغير (...) وتعكسه قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة".
كما رفض الاتحاد الأوروبي قرار ترامب، بقوله في بيان، إن "موقف الاتحاد الأوروبي لم يتغير، حيث إننا لا نعترف بسيادة إسرائيل على الأراضي التي تحتلها منذ 1967، بما فيها مرتفعات الجولان".
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن "القرار الأمريكي حول مرتفعات الجولان، وقصف إسرائيل في الوقت نفسه لقطاع غزة، مظهر من مظاهر عقلية المواجهة ومناهضة السلام".
وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، خلال فعالية بولاية أنطاليا (جنوب غرب)، إن "تركيا ستقوم باللازم في كافة المحافل بما فيها الأمم المتحدة، ضد قرار ترامب (...)، وستعمل مع المجتمع الدولي، لأننا لا ندعم ولا نقبل الخطوات أحادية الجانب".
وحذر تشاووش أوغلو، عبر "تويتر" في وقت سابق الإثنين، من أن القرار "سيقوض مساعي إحلال السلام في الشرق الأوسط، وسيزيد من التوتر في المنطقة".
كما حذرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تصريح إذاعي، من أن القرار الأمريكي، الذي "يتناقض مع القوانين الدولية"، "قد يؤدي إلى تصعيد التوتر بمنطقة الشرق الأوسط".
وأعلنت كندا، رفضها القرار، وبحسب بيان صادر عن وزارة خارجيتها شددت على أنها "وبشكل يتفق مع القانون الدولي لا تعترف بالسيطرة الدائمة لإسرائيل على مرتفعات الجولان".
وشدد البيان على أن "كندا لم تغير موقفها المستمر منذ فترة طويلة بشأن مسألة مرتفعات الجولان"، مضيفًا "فلقد حظر القانون الدولي ضم أرض ما من خلال استخدام القوة، كما أن أي قرار أحادي الجانب بتغيير الحدود يتنافى مع أساس النظام الدولي القائم على معايير".
كما أعلنت الخارجية الفنزويلية، رفضها لقرار ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، واعتبرت أن تلك الخطوة "تشكل انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن".
وقال وزير الخارجية خورخي أرياسا، في تغريدة على تويتر "فنزويلا ترفض بشكل قاطع نية حكومة ترامب في الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية".
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية إن ترامب "يستعد لتدمير القانون الدولي الذي يحمي سكان الجولان المحتل".
وحذرت المنظمة، في بيان، من أن القرار "يشجع دولا أخرى محتلة على تصعيد ضمّ الأراضي، وإنشاء المستوطنات، ونهب الموارد".
ومساء الإثنين، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في البيت الأبيض، بحضور رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، مرسوما رئاسيا يعترف بـ"سيادة" إسرائيل على الجولان المحتلة.
واحتلت إسرائيل مرتفعات الجولان السورية عام 1967، وفي 1981 أقر الكنيست (البرلمان) قانون ضمها إلى إسرائيل، لكن المجتمع الدولي ما زال يتعامل مع المنطقة على أنها أراض سورية محتلة.
وتبنت قمة عربية، في بيروت عام 2002، مبادرة سعودية للسلام مع إسرائيل، تنص على إقامة علاقات عربية طبيعية معها، مقابل انسحابها من الأراضي العربية المحتلة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين، لكن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة رفضت المبادرة.