بعد استحواذ أرامكو على سابك .. السعودية أكبر منتج للبتروكيماويات في العالم
الرياض - نيو ترك بوست
عززت السعودية مكانتها في قطاع البتروكيماويات بعد استحواذ عملاق النفط أرامكو على الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، إلى جانب تعزيز مكانتها كأكبر منتج للنفط عالمياً.
واستحوذت أرامكو، على 70 بالمائة من سابك، تمثل حصة صندوق الاستثمارات العامة السعودية، بقيمة 69.1 مليار دولار، بصفقة يبلغ مقدارها نحو 259.125 مليار ريال (69.1 مليار دولار)، وبسعر يعادل 123.39 ريال للسهم الواحد.
ويبلغ إنتاج "سابك" التي تمثل أكبر شركة بتروكيماويات في الشرق الأوسط والرابعة عالميا، نحو 75 مليون طن متري من البتروكيماويات خلال 2018، وسجلت صافي دخل بلغ 5.7 مليارات دولار.
وتدير "سابك" -مقرها الرئيسي في الرياض- أعمالاً في أكثر من 50 دولة على مستوى العالم ويعمل بها 33 ألف موظف وموظفة، بمبيعات سنوية تبلغ 45 مليار دولار، فيما يصل إجمالي أصولها إلى 85 مليار دولار.
وفي 28 يوليو/ تموز الماضي، أعلنت أرامكو أنها قامت بتقييم عدد من فرص الاستحواذ المحلية والعالمية، أكدت حينها أنها تشارك في مناقشات مبكرة مع صندوق الاستثمارات العامة، للحصول على حصة استراتيجية في "سابك".
وبهذا الصدد، قال رئيس شركة أرامكو، أمين حسن الناصر، "إن الاستحواذ قفزة نوعية لأرامكو، للدخول بقوة في مجال التكرير والبتروكيميائيات المتكاملة".
وأضاف الناصر، "سنعمل معاً على إنشاء منصة أقوى لتعزيز القدرة التنافسية، وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة والمنتجات الكيميائية التي يحتاج إليها عملاؤنا في جميع أنحاء العالم".
وأكد وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، أن اقتصاد بلاده هو الكاسب من صفقة الاستحواذ، قائلاً، إن صفقة تاريخية وضخمة على المستوى العالمي كهذه، لا يكسب فيها أطرافها الثلاثة فحسب، وهم صندوق الاستثمارات العامة، وأرامكو السعودية، وسابك، وإنما الاقتصاد الوطني.
أما الخبير الاقتصادي السعودي، سالم الزمام، فقد وصف الصفقة بأنها تدوير استثماري عالي القيمة، وتساعد على تحقيق التكامل المستهدف من أرامكو لتصبح أكبر منتج للبتركيماويات، بجانب كونها أكبر منتج للنفط.
وأوضح أن الصفقة ستسهم في ضخ سيولة كبيرة في مشروعات "سابك" مع تأسيس قاعدة رأسمالية أقوى، وتوحيد الرؤى المستقبلية ودعم القدرة التسويقية بكلفة تنافسية أقل، بغرض تعزيز مكانة المملكة كأحد أكبر منتجي البتروكيماويات.
وأشار إلى أن "الطريق مفتوح الآن لإتمام اكتتاب أرامكو بقيمة تسويقية أعلى.. فضلا عن تعزيز الإيرادات للشركتين".
وعلق المسؤول عن صندوق الاستثمارات العامة السعودي (صندوق سيادي)، ياسر الرميان، على الصفقه بالقول "ستوفر الاتفاقية رأس مال ضخم لتعزيز استراتيجية الاستثمار طويلة الأمد لصندوق الاستثمارات العامة، مما سيسهم في تنوّع القطاعات، ومصادر الدخل في المملكة".
وأضاف أن الصفقة ستقدم مالكاً استراتيجياً قادراً على إضافة قيمة كبيرة لشركة سابك ومساهميها، مع الاستفادة في الوقت نفسه من القدرات القوية التي تتمتع بها "سابك".
وذكر المحلل الكويتي لأسواق النفط العالمية، أحمد حسن كرم، أن صفقة الاستحواذ خطوة ناجحة لأطراف الصفقة الثلاثة بشكل خاص، والاقتصاد السعودي بشكل عام، لأنها قد تؤهل أرامكو لتصبح المهيمنة والمحرك الرئيسي للنفط والمشتقات البترولية في العالم.
ولفت إلى أن "سابك" قوة تسويقية لأرامكو وسط خطط للأخيرة نحو تحقيق التكامل بقطاع الطاقة، فيما توفر الصفقة السيولة لصندوق الاستثمارات العامة لتمويل توسعاته الاستثمارية على الصعيد المحلي والخارجي.
وبين أن الصفقة تعزز العلامة التجارية لأرامكو، مع قرب الطرح العام بالأسواق المالية، لأنه بحسب تصريحات مسؤولي الشركة ستتم عملية الطرح خلال عام من الإتمام النهائي لصفقة الاستحواذ على "سابك".
يشار إلى أنه تم تأجيل الطرح أكثر من مرة، بعد أن كان من المرتقب طرح 5 بالمائة بحد أقصى من أرامكو في البورصة السعودية وأخرى عالمية في 2018، الأمر الذي لم يتم حتى اليوم.
كما أكد الخبير الاقتصادي، محمد العون، أن الصفقة تعزز القيمة المضافة للإنتاج النفطي بالمملكة عبر تحويل النفط الخام إلى مشتقات بترولية وكيميائية أعلى قيمة وأسهل تسويقاً، الأمر الذي سيخفف من الآثار السلبية لصدمات انخفاض أسعار النفط الخام على اقتصاد المملكة.
وأكد أن الصفقة ستجعل "أرامكو" أكبر منتجي الطاقة في العالم للنفط والبتروكيماويات، إضافة لخططها الطموحة نحو تعزيز مكانتها بصناعة الغاز أيضا.
وتنتج شركة أرامكو السعودية 12.5 بالمائة من إمدادات النفط العالمية بطاقة تكريرية تصل لنحو 5 ملايين برميل يوميا.