جدل في ألمانيا حول المساعدات المقدمة للاجئين
ألمانيا - نيوترك بوست
يعتقد العديد من الناس بأن طالبي اللجوء في ألمانيا يتلقون مساعدات مالية أكثر من الألمان العاطلين عن العمل ويتلقون إعانة "هارتز4" ، فما هي هذه المساعدات الاجتماعية التي يتلقاها طالبو اللجوء؟
يكشف استطلاع للرأي أجراه موقع "مهاجر نيوز" بأن هناك إشاعات بين الناس مفادها أن طالبي اللجوء يحصلون على مساعدات مالية أكثر من الدولة مقارنة بالمواطنين "العاديين" العاطلين عن العمل والذين يحصلون على مساعدة (هارتز 4)، وهذا ما يؤدي في بعض الأحيان إلى الاستياء من "الظلم"، لكن هذا ليس صحيحاً وهناك الكثير من الأدلة على أن الإعانات الاجتماعية وإعانات البطالة (هارتز4) التي يحصل عليها الألمان، أكثر من المساعدات المالية التي يحصل عليها طالبو اللجوء.
يتلقى طالبو اللجوء في ألمانيا الإعانات وفقاً لقانون يعرف باسم "قانون استحقاقات طالبي اللجوء" والذي دخل حيز التنفيذ عام 1993.
لكن في عام 2012 قضت المحكمة الدستورية العليا بأن المساعدات التي يحصل عليها طالبو اللجوء بموجب هذا القانون "غير كافية"، وأضافت المحكمة أنه "لا يجب أن يتم ربط كرامة الإنسان بسياسة الهجرة".
إقرا أيضاI شجار بالسكاكين بين سوريين وأفغان في ألمانيا
ولاتزال المساعدات المقدمة بحسب هذا القانون، والتي تبلغ حالياً 354 يورو للشخص البالغ، أقل بحوالي 15% من مبلغ إعانة البطالة (هارتز 4) الذي يحصل عليه المواطن الألماني، والذي يبلغ 424 يورو شهرياً لكل فرد (اعتباراً من بداية عام 2019).
ينقسم المبلغ المخصص لكل طالب لجوء (354 يورو) إلى قسمين، بحيث يتم تخصيص حوالي الثلثين (219 يورو) للطعام ومكان الإيواء والملابس والنظافة الشخصية. والقسم الآخر (135 يورو) كـ"مصروف للجيب"
وحسب ذات الموقع ، فإن طالبي اللجوء يتحصلون على الإعانات الحكومية إذا كان لديهم دخل شهري آخر يزيد عن 200 يورو، وإذا كان لدى طالب اللجوء المقيم في مراكز الإيواء أي دخل، فيجب عليه أن يستخدمها في دفع تكاليف الإقامة والطعام وغيرها.
بالمقابل ، هناك إعانات إضافية للنساء الحوامل والأشخاص ذوي الإعاقة. وبعد 15 شهراً من الإقامة في ألمانيا يتلقى طالبو اللجوء نفس المبلغ الذي يحصل عليه متلقو إعانة البطالة (424 يورو للشخص البالغ/اعتباراً من بداية عام 2019).
من جهته طرح وزير العمل الألماني هوبرتوس هايل مسودة مشروع قانون لتقليص الإعانات التي يحصل عليها طالبو اللجوء، وإذا تم إقرار مشروع القانون هذا فسيتم خفض المبلغ المخصص لكل طالب لجوء بالغ بواقع 10 يورو شهرياً. لكن مجموعة دعم طالبي اللجوء الممولة جزئياً من الحكومة الألمانية (GGUA) تقول إن المبلغ المخصص لطالب اللجوء البالغ كان ينبغي أن يزداد إلى 371 على الأقل في العام الحالي بموجب قانون استحقاقات طالب اللجوء.
ويقول مجلس اللاجئين في ولاية تورينغن الألمانية إن المساعدات غير الكافية التي يحصل عليها طالبو اللجوء أدت إلى ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعيشون دون مستوى الكفاف منهم.
ولايزال الكثير من الناس يجهلون ذلك. يقول يونس (19 عاماً) لمهاجر نيوز إنه يعتقد أن المجموعتين تحصلان على نفس المبلغ في البداية، ثم "يحصل الألمان على مبالغ أكبر لأنهم ولدوا هنا"..
أما بنيامين هاينريش من المركز التعليمي النقابي الاتحادي في تورينغن يرى أن الرأي القائل بأن المساعدات التي يحصل عليها طالبو اللجوء أكثر من تلك التي يحصل عليها الألمان العاطلين عن العمل (هارتز4) قد يكون مبنياً على مشاعر الحسد.
يضيف هاينريش، الذي يعمل على مشروع يهدف إلى معالجة الأحكام المسبقة المتعلقة باللاجئين: "ربما يشعر الشخص أنه لا يحصل على دعم كافٍ من الدولة ولذلك يبحث عن مجموعة أخرى ليلقي اللوم عليها".
و يقول محمد مصطفى، وهو مهاجر يعيش في بون، بأنه يجب أن يحصل الألمان على مساعدات أكثر من طالبي اللجوء، أي أنه يوافق على النظام المتبع حالياً.
ويضيف لمهاجر نيوز: "إنه بلدهم وهذا حقهم"، ويتابع: "نحن ضيوف هنا، وبعد فترة سوف نغادر. إنها بلد الألمان ويجب أن يحصلوا على أموال أكثر".
يقول بنيامين هاينريش إن افتراض أن معظم الناس في ألمانيا يفكرون بنفس الطريقة التي يفكر فيها محمد فيما يتعلق بهذه النقطة هو الذي أدى على الأرجح إلى أن تكون المساعدات التي يتلقاها طالبو اللجوء أقل من تلك التي يحصل عليها الألمان، مشيراً إلى أن الرأي السائد هو أن التساوي في المساعدات قد يؤدي إلى استياءات وردود فعل سياسية.