تفاصيل ليلة التنحي ..الجزائر تودع زمن بتوفليقة
الجزائر - نيو ترك بوست
أخذت الأحداث الجزائرية منحى جديداً وخاصة بعد إعلان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة استقالته بعد عقدين في سدة الحكم.
وبدت الاستقالة نتيجة حتمية وخاصة بعد الشد والجذب الذي ظهر بعضه للعلن، بين مؤسسة الرئاسة، والمؤسسة العسكرية في البلاد بقيادة رئيس أركان الجيش أحمد قايد صالح.
وأعلن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة استقالته بعد ساعات قليلة من تصريحات أطلقها رئيس أركان الجيش الجزائري، قال فيها بلغة حاسمة إنه "لا مجال للمزيد من تضييع الوقت".
وطالب صالح في تصريحاته بضرورة تطبيق الحل الدستوري وتفعيل المواد السابعة والثامنة و102"، قائلا: "قرارنا واضح ولا رجعة فيه".
وأشار صالح في تصريحاته إلى بعض المقربين من الطبقة السياسية الحاكمة ،التي وصفها بالعصابة ، كيف استطاعت تكوين ثروة بطرق غير شرعية وفي وقت قصير، من دون رقيب ولا حسيب، مستغلة قربها من بعض مراكز القرار المشبوهة".
وبعد التصريحات التي أطلقها ووصلت إلى أروقة المؤسسة الرئاسية ظهر بوتفليقة باللباس الجزائري التقليدي على التلفزيون الجزائري وهو يقدم استقالته إلى رئيس المجلس الدستوري.
وعرض التلفزيون الجزائري، بوتفليقة وهو يتوسط رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز، ورئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، الذي سيتولى شؤون البلاد لمدة 90 يوما إلى حين إجراء انتخابات، بحسب الدستور.
وخلال العرض تم التأكيد أن استقالة بوتفليقة جاءت "حرصا على تفادي ودرء المهاترات اللفظية التي تشوب الوضع الراهن"، في إشارة لا تخلو من حالة "الشد والجذب" بين الجيش والرئاسة.
من جانبه الشارع الجزائري اعتبر هذه الخطوة مناورة" لا تلبي مطالبه برحيل كل الوجوه السياسية الحالية، وهو ما دفع رئيس أركان الجيش للخروج عن صمته من جديد والتحذير من هذا المسعى.
وبهذا الإعلان الذي خرج عن المؤسسة الرئاسية الحاكمة يكون قد سجل الشارع الجزائري خطوة كبيرة باتجاه تحقيق مطالبه، لكن لم يكشف الحراك عن قيادة تتصدى لمرحلة الانتقال السياسي المقبلة.
أما المعارضة الجزائرية التقليدية ممثلة في الأحزاب، فلا تزال مشغولة بانقساماتها الداخلية في ظل مخاض تشوبه الفوضى قبل أن يخمد من جديد.