تفاصيل وشهادات عن حقيقة المواجهات بين الشرطة اليونانية واللاجئين السوريين
اليونان - نيوترك بوست
قامت الشرطة اليونانية بفض تجمعات اللاجئين السوريين قرب مدينة سالونيك اليونانية واحتجاز للمئات منهم قبل إعادتهم إلى المخيمات في اليونان خلال اليومين الماضيين.
وبهذا، فقد خاب أمل آلاف المهاجرين واللاجئين في اجتياز الحدود نحو مقدونيا ومنها إلى شمال أوروبا .
ونقل موقع " اورينت نت" شهادات حية , حيث أكد حسان حمود أن القافلة الأخيرة فشلت فشلا ذريعا كسابقاتها، بعد مواجهات، بينهم كلاجئين وبين الشرطة اليونانية، التي طلبت من أثينا إرسال فرق مكافحة الشغب، و أطلقت الغاز المسيل للدموع، دون مراعاة وجود أطفال في"ديافاثا" نقطة انطلاق القافلة قرب "سالونيك"، حيث تجمع الآف المهاجرين من السورين والجنسيات الأخرى على الحدود اليونانية -المقدونيه، ضمن محاولة عبور الحدود المغلقة .
و أضاف حمود الذي قطع البحر نحو الجزر اليونانية من مدينة أزمير التركية، والتي وصل إليها من مدينة الحسكة شرق سوريا أنه لم يتوقع أن يطول احتجازه على الأراضي اليونانية.
إقرا أيضاI احتجاجات واسعة للاجئين في اليونان قرب الحدود مع أوروبا
وواصل قائلا : "عشت حياة فظيعة على الأراضي اليونانية لهذا شاركت في المرات السابقة، واليوم أيضا أشارك الناس نتيجة الضعوط النفسية التي يقاسونها، وقد دفعت بعضهم للانتحار حرقا للخلاص من هذا الوضع، مؤكدا انه "من حق اللاجئين أن يعيشو حياة أفضل".
من جهته قال "أبو محمود"، الذي شارك في "قافلة الأمل"، إن الشرطة أوقفوا الباصات والقطارات القادمة من أثنيا إلى سالونيك وأنزلوا كل مهاجر وأجبروه على العودة إلى العاصمة، أونقلوهم إلى الحجز، فما استطاع البعض الوصول إلى سالونيك.
وتحدث وزير الهجرة اليوناني ديميتريس فيستاس عقب اندلاع مواجهات يوم السبت بين مهاجرين وعناصر الشرطة عن تضليل الناس الذين تأثروا بالأخبار الكاذبة مدفوعين بالأمل، و قال أنهم يريدون أن يعبروا الحدود لذا صدقوا الأخبار الكاذبة"، مضيفا لوكالة أنباء "أنا" الرسمية "يزعم مهربو البشر أن الحدود ستفتح وهو أمر لن يتم".
وأدى انتشار إشاعة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تدفق حوالي آلاف اللاجئين من سوريا ومصر والسودان والصومال والهند وباكستان إلى مدينة سالونيك في محاولة لعبور الحدود اليونانية إلى غرب أوروبا.
وأعلنت إدارة "قافلة بريق الأمل" فب بيان أن الانطلاق سيكون في 5 نيسان أبريل 2019 من مدينة سالونيك والنقطة قرب المدينة ستحدد قبل ذلك بيوم واحد، مؤكدة أنها تواصلت مع المنظمات الانسانية والحقوقية، واقترحت إدارة عليها التجمع في سالونيك ليساعدوا المهاجرين بقدر المستطاع بالمساعدات وأمور النقل بالنسبة في الباصات والقطارات، التي ستكون أسهل، وهو ما نفته وكالات تابعة للأمم المتحدة.
و اعتمد مروجوا الشائعة على نجاح القافلة بكسر الحاجز الحدودي مع مقدونيا على "العدد الكبير والقلب الواحد والهدف الواحد وهو التوجه نحو الأمان والإستقرار...و لفك الحصارعن اللاجئيين في اليونان..الذين يسكن معظمهم الخيام أو يفترشون الأرض ويلتحفون السماء "، على حد قولهم.
من جهته ، أكد اللاجئ إبراهيم الأحمد إن الشرطة اليونانية احتجزته مع رفاقه على أثر مشاركتهم في القافلة والاحتجاجات التي حصلت خلال محاولات فض التجمع قرب الحدود اليونانية -المقدونية.
من جهته ، قال أحمد عباس، وهو ربّ أسرة، "أنا مقيم في اليونان منذ سنه ونصف السنة وحاولت مرات عديدة تسجيل أولادي في المدارس اليونانية، لكنني لم أستطع ذلك، رغم أن هذا الأمر من أبسط حقوق الطفل في العالم، فما بالك ضمن أوربا"؟
ويتابع اللاجئ، تقدمت بطلب اللجوء في اليونان، ولكنه رفض من قبل السلطات في أثينا، مبينا أنهم هربوا من سوريا وتبعات الحرب الطاحنة الدائرة هناك ليحصلوا على مستقبل أفضل لأطفالهم، لكنهم يواجهون الآن خطرا الضياع والأمية عدا عن الإقامة في المخيمات.
وبدأت القصة بعد أن أعلنت صربيا وسلوفينيا 8آذار مارس 2016، أنه لن يتم السماح للمهاجرين الذين لا يحملون تأشيرة شينغن صالحة للمرور عبر حدودهما، وفي التاسع من آذار نفسه، أعلنت كرواتيا انضمامها مع سابقاتها من دول البلقان واغلقت حدودها بوجه اللاجئين العالقين على الحدود بين اليونان ومقدونيا. وبذلك أصبح طريق البلقان عمليا مغلقا في وجه اللاجئين، الذي حاصرهم أيضا اتفاق آذار لإعادة المهاجرين بين تركيا والاتحاد الأوربي.
و تفاقمت أوضاع أكثر من 70 ألف لاجئ في اليونان بما فيهم السوريون الذين يفرون من مناطق الحرب ، منهم 15 ألف لاجئ عالقين في مخيم إيدموني على الحدود بين اليونان ومقدونيا، ويخيمون في منطقة وحلة وسط استمرار الأمطار ودرجات حرارة منخفضة، ما يعرض اللاجئين، خصوصا الأطفال والنساء، لمخاطر الأمراض المختلفة.