مسجد طوكيو .. تحفة معمارية عثمانية تعكس روح الإسلام
طوكيو - نيو ترك بوست
في قلب العاصمة اليابانية طوكيو، تتربع تحفة معمارية تعكس الطراز العثماني، كما تبعث بكل سكينة السلام لمسلمي اليابان والعالم.
في إحدى المناطق السكنية الهادئة في طوكية، بنى أتراك "القازان" مسجداً ، عام 1938، يتشابه طرازه المعماري مع طراز الجامع الأزرق أو جامع السلطان أحمد بمدينة إسطنبول التركية، ليقف اليوم وساما عثمانيا بقلب العاصمة اليابانية.
واستطاع المسجد الصمود بعد بنائه لغاية عام 1986 فقط، بسبب الزلازل وبنيته الخشبية، بعد ذلك وهب أتراك القازان أرضاً كانت بجوار المسجد، إلى الحكومة التركية شرط أن يُستخدم لصالح المسجد.
وفي عام 1997، تم ترميم المسجد من جديد بمساهمة من الحكومة ورئاسة الشؤون الدينية التركيتين، وهو على هيئته الحالية منذ ذلك الوقت.
وتتكفل رئاسة الشؤون الدينية التركية، منذ عام 2000، بتعيين الموظفين والأئمة والخطباء لمسجد طوكيو، فيما يستقبل المسجد نحو 150 شخصاً يومياً.
ونهاية كل أسبوع، يشهد المسجد فعاليات تعريفية بالثقافة والحضارة التركية داخل المركز الثقافي التابع للمسجد، كما يتم تزويد الزوّار اليابانيين خاصة، بمعلومات حول الإسلام.
وبمرور الوقت، بات المسجد إحدى الوجهات المفضلة لزوار طوكيو، ومقصداً لمسلمي العاصمة اليابانية في الأعياد وأيام الجمعة، ووجهة يقصدها الزوار للتعرف عن قرب على الإسلام.
ويعد مسجد طوكيو واحد من اثنين فقط في طوكيو، إلى جانب مسجد "دار الأرقم"، المعروف أيضا باسم "مسجد أساكوسا"، ويضم المسجد مركزاً ثقافياً يقصده أتباع الديانات والعقائد المختلفة في اليابان، لإقامة الفعاليات الثقافية والعقائدية.
يقول محمد رفعت تشنار، أحد أئمة وخطباء المسجد، إنهم ينظمون برنامجاً أسبوعياً لمعتنقي الإسلام حديثاً، لتزويدهم بمعلومات حول الإسلام والعبادات، إضافة إلى برنامج آخر سنوي يجتمع فيه كافة معتنقي الإسلام في ذلك العام.
ويستقبل المسجد شهريا، من 7 إلى 8 أشخاص من المواطنين اليابانيين ممن يريدون اعتناق الإسلام، وينظّمون لهم مراسم يسمّونها "مراسم الاهتداء".
وأكد "تشنار" زيادة أعداد زوار مسجد طوكيو، عقب الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدي نيوزيلندا، منتصف مارس/ آذار الماضي.
ولفت إلى أنهم يواصلون حالياً بناء مركز ثقافي آخر قريب من مسجد طوكيو، ومن المقرر أن يتم افتتاحه بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وأوضح "تشنار" أنهم افتتحوا قبل شهرين، مسجدا آخر تابع لرئاسة الشؤون الدينية، في مدينة ناغويا اليابانية، فيما يواصلون مباحثاتهم مع الجهات المعنية هناك، لافتتاح مسجد تركي آخر في المدينة نفسها.
واختتم "تشنار" حديثه بالإشارة إلى اعتزامهم افتتاح متجر لمنتجات الحلال بأقرب وقت، داخل المركز الثقافي الذي تستمر أعمال إنشائه في الوقت الحالي، لافتاً إلى أن أكبر احتياجات المسلمين في اليابان، هي المتاجر التي تبيع المنتجات الحلال.