قطع الحجر الأسود تزيّن جامعاً عثمانياً منذ 5 قرون

قطع الحجر الأسود تزيّن جامعاً عثمانياً منذ 5 قرون
قطع الحجر الأسود تزيّن جامعاً عثمانياً منذ 5 قرون

قطع الحجر الأسود تزيّن جامعاً عثمانياً منذ 5 قرون

إسطنبول - نيو ترك بوست

يكتسب جامع "صوقوللو محمد باشا" أهمية خاصة من بين الآثار العثمانية التي تزخر بها مدينة إسطنبول التركية، إذ تتزين أجزاؤه بـ 4 قطع من الحجر الأسود الموجود في الكعبة المشرفة الذي يعتقد بأنه من أحجار الجنة، وله مكانة خاصة في الدين الإسلامي.

وبني الجامع عام 1571 ويوجد في إسطنبول جامعان باسم "صوقوللو محمد باشا" الذي عاش في الفترة من 1506 إلى 1579، يقع الرئيسي في منطقة "قاديرجا"، أما الثاني فيقع في "عذاب قابي" القريبة من القرن الذهبي.

الجامع من إبداع المعماري العثماني الشهير سنان، وإشراف السلطانة أسمهان، ابنة السلطان سليم الثاني، والتى اختارت أفضل الخامات من الرخام في بنائه، ومن ثم أهدته إلى زوجها محمد باشا، الذ كان يتولى منصب الصدر الأعظم آنذاك.

وخلال تشييده الجامع، وضع المعمار سنان 4 قطع من الحجر الأسود في مناطق مختلفة من جامع "صوقوللو محمد باشا"، وتفيد الروايات بأن السلطان العثماني سليمان القانوني، جلب القطع المذكورة التي انفصلت عن الحجر الأسود إلى إسطنبول.

وكان المعمار سنان، في ذروة مشواره المهني عند إتمامه بناء جامع "صوقوللو محمد باشا" عام 1571، حيث بناه تزامنا مع جامع السليمية الذي قال عنه إنه "تحفتي المهنية"، لأنه يعتبر ذروة العمارة العثمانية، وقمة تألق المعمار سنان في مهنته.

وتوجد القطع المذكورة وسط أحجار الرخام في مدخل الجامع وفوق المحراب، وعلى مدخل المنبر وتحت قبة المنبر، في الجامع المذكور، ومحوطة بإطار مطلي بالذهب، ويمكن لزوار الجامع التاريخي لمس قطع الحجر الأسود، والاستمتاع بالمشهد المعماري البديع.

هذا وتوجد أكبر قطع من الحجر الأسود في تركيا على مدخل ضريح السلطان العثماني سليمان القانوني، وجامع "أسكي" في ولاية أدرنة شمال غربي البلاد.

وبهذا الصدد، يقول مؤرّخ الفن سليمان فاروق غونجو أوغلو، إن جامع "صوقوللو محمد باشا" يعد رمزا معماريا مهما ومميزا، لا سيما أنه يعكس الطراز المعماري لمدينة إسطنبول في القرن الـ 16 الميلادي.

وأضاف أنه تم إحضار القطع الثمينة التي انفصلت عن الحجر الأسود، خلال ترميم الكعبة المشرفة زمن الدولة العثمانية، وضع 4 منها في الجامع المذكور، وواحدة على مدخل ضريح السلطان سليمان القانوني.

وأوضح أن الجامع يتميّز بفن معماري بديع، حيث الأحجار التي تعود إلى القرن الـ 16 الميلادي، والزخارف التي على جدرانه، لافتا إلى أهمية الحجر الأسود لدى المسلمين، وأنه يمثّل البداية والنهاية في الدين الإسلامي، حيث به يبدأ الطواف حول الكعبة وينتهي عنده.

وجرى بناء جامع "صوقوللو محمد باشا" الذي كان له أهمية مميزة زمن الدولة العثمانية، على مراحل، بحيث يكون مقاوما للزلازل والسيول والكوارث الأخرى، لا سيما أنه يقع في منطقة ساحلية وقريبة من الميناء، حسب غونجو أوغلو.

 

مشاركة على: