قمة مكة تطالب إيران بتجنب مخاطر الحرب
مكة المكرمة - نيو ترك بوست
شددت القمة الخليجية الطارئة المنعقدة في مكة المكرمة بالسعودية، على ضرورة أن تقوم إيران بتجنيب المنطقة مخاطر الحروب والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ووقف دعم الجماعات والميليشيات الإرهابية، وتهديد أمن الممرات البحرية والملاحة الدولية.
جاء ذلك في البيان الختامي الصادر عن القمة منتصف ليل الخميس- الجمعة، والذي استعرض "ظروف المنطقة الاستثنائية وتحدياتها الخطيرة نتيجة الهجمات الأخيرة على الإمارات والسعودية"، وما لذلك من تداعيات وتهديد مباشر للأمن والسلم في المنطقة".
ودعا البيان الختامي إيران إلى "التزام مبادئ حُسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، وتجنيب المنطقة مخاطر الحروب وتهديد أمن الممرات البحرية والملاحة الدولية".
وأكد البيان أن "أمن دول مجلس التعاون (الخليجي) وحدة لا تتجزأ، وأن أي اعتداء على أي من الدول الأعضاء هو اعتداء عليها جميعاً"، وأن "قوة وتماسك مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه".
وأدان البيان "هجمات الحوثيين على محطتي نفط بالرياض، وإطلاق الصواريخ الباليستية التي بلغ عددها أكثر من 225 صاروخاً باتجاه السعودية"، كما أدان "تعرض أربع سفن تجارية مدنية لعمليات تخريبية في المياه الإقليمية للإمارات".
ونوه البيان الختامي إلى "مستوى التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة الأمريكية وتعزيز التعاون الخليجي الأمريكي المشترك في إطار الشراكة الاستراتيجية القائمة بين مجلس التعاون والولايات المتحدة الأمريكية".
وأشار إلى وجود "اتفاقيات ثنائية بين دول المجلس والولايات المتحدة الأمريكية لما يحقق أمن واستقرار المنطقة"، دون تفاصيل أكثر.
وجدد البيان "تأييد الاستراتيجية الأمريكية تجاه إيران" مشيداً بـ"الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهتها".
وكان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز قد دعا في افتتاح القمة القادة العرب إلى اتخاذ موقف حاسم تجاه أفعال إيران التي اعتبرها "إرهابية".
وأكد خلال كلمته أن "إيران ترتكب أفعالا إرهابية بشكل مباشر أو عن طريق وكلائها لتقويض الأمن العربي"، مشيرا إلى أن عدم اتخاذ موقف حازم ورادع لمواجهة الممارسات الإرهابية الإيرانية في المنطقة جعلها تتمادى فيها.
وأبلغ الملك السعودي القمة بأن القضية الفلسطينية "تبقى قضيتنا الأولى إلى أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة والمبادرة العربية للسلام".
كما أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط رفض الجامعة النيل من أمن المنطقة العربية أو تعريضها للخطر، مشيرا إلى أن تهديد الأمن الملاحي وأمن الممرات البحرية وطرق التجارة يمثل تصعيدا خطيرا.
وقال أبو الغيط إن "المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا التي تهدد الممرات البحرية تمثل أمرا خطيرا.. هذه المليشيات رفضت كل تسوية وناورت من أجل التحلل من أي التزام، وهي لا تتورع عن تهديد المقدسات الدينية في السعودية".
اعتراض عراقي
وسط موجة الانتقادات الموجهة إلى إيران خلال القمة، أكد الرئيس العراقي برهم صالح أن إيران دولة جارة ويجب الحفاظ على أمنها، مشيرا إلى أن العراق سيبذل قصارى جهده لفتح باب الحوار البناء ونبذ العنف.
كما استنكر صالح أي عمل عدائي موجه إلى أمن دول الخليج أو أي دولة عربية أو إسلامية، مشيرا إلى أن "أمن المملكة السعودية والإمارات ودول الخليج هو من أمن العراق".
هذا وأدانت وزارة الخارجية الإيرانية بيان القمة، وأعربت عن رفضها له، موضحة أن البيان لا يمثل رأي جميع الدول الأعضاء.
وقالت الخارجية الإيرانية أن السعودية "تنتهج سياسة خاطئة من خلال تحقيق مطالب إسرائيل عبر بث الخلاف بين دول المنطقة والدول الإسلامية، بدلا من طرح ومتابعة حقوق الشعب الفلسطيني وقضية القدس".
وبدأ التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ أن انسحبت واشنطن في مايو/أيار 2018 من الاتفاق النووي المبرم في 2015، وأعادت فرض عقوبات مشددة على طهران.
وتصاعد التوتر مؤخرا، بين واشنطن وطهران بعدما أعلن البنتاغون إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن"، وطائرات قاذفة إلى الشرق الأوسط، بزعم وجود معلومات استخباراتية حول استعدادات محتملة من قبل إيران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأمريكية.