سوريون في لبنان يتلقون تهديدات بالحرق
بعلبك - نيو ترك بوست
لا تقتصر معاناة اللاجئين السوريين في لبنان على ظروفهم المعيشية الصعبة في بلد عربي مجاور استجاروا به من ويلات الحرب التي تعصف ببلادهم، بل تجاوزتها إلى أبعد من ذلك بكثير حيث التهديدات بالحرق والتدمير في حال لم يغادروا لبنان.
في مخيم كاريتاس بمحافظة بعلبك - الهرمل، شرقي لبنان، الذي تسكنه عشرات العائلات السورية، اندلعت مواجهات بين رجال الدفاع المدني وقاطني المخيم بعدما اندلع حريق حاصر المخيم، ويؤكد ناشطون أن رجال الدفاع المدني تعمدوا افتعال مشكلة وأساؤوا معاملة السوريين.
ويقول أحد سكان المخيم إنّهم خلال إطفائهم الحريق "حضر بعض الأشخاص من بلدة دير الأحمر، وهددوا برش المازوت على الخيم وحرق المخيم كلياً، كما جاهروا بالتهديدات تلك بوجود العناصر الأمنية من دون رادع".
وأضاف في حديث مع "العربي الجديد"، "بعدها بأكثر من ساعة، وصلت آليات الدفاع المدني في ظل هذا التوتر وحصل شجار بين سائق إحداها وأحد السكان حول التأخر، فقال لهم السائق كلاماً مزعجاً ودخل عنوة بين الخيم ناثراً غباراً كثيفاً طاول الموجودين، كما دهس خيمتين بآليته وتسبب بإثارة الهلع والحنق، خصوصاً لوجود أطفال تحت الخيم".
فيما أورد الناشط أحمد القصير، عبر صفحته الشخصية في فيسبوك، صوراً تظهر دهس سيارة الدفاع المدني لإحدى الخيم، وفيديوهات لامرأة تصرخ خوفاً على أطفالها وبعض النازحين لحظة فرارهم من المخيم.
وقال "القصير"، "هب حريق من جانب قطعة حاجز للجيش، وهم عناصر من الجيش مع سكان المخيم بإطفاء الحريق الذي كان أن يودي بكارثة، لو وصل إلى مخيم كاريتاس الذي تسكنه نحو 150 عائلة وبقرابة 1500 شخص".
وأضاف "على بعد 5 أمتار من الخيم، وبعد إطفاء الحريق وصلت سيارة الدفاع المدني، وحصل شجار بينه وبين أحد السكان، فقام سائق سيارة الدفاع المدني بدهس خيمتين للسوريين بسيارته، مما أثار هلع لدى صاحب إحدى الخيم، نتيجة وجود أطفاله تحت إحدى الخيم كما هو مبين في الصور المرفقة، وجن جنون أهل المخيم فقاموا بضرب السائق وشتمه".
وتابع قائلا "أتت القوى الأمنية والجيش والبلدية، وقاموا باعتقال نحو 30 شخصاً من اللاجئين (سكان المخيم) وتم أخذوهم إلى المخفر، وبعدها تم حضور عدد من سيارات لأبناء القرية والتشفيط بين الخيم، وإخافة الأهالي، مما سبب لهم حالة من الهلع والرعب واضطروا للهرب من المخيم الى منطقة ايعات وأماكن مجهولة، بعد سماعهم تهديدات بحريق المخيم أو الرحيل".
هذا وأكد ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن المخيم شهد هجوماً وترويعاً للنازحين من أهالي البلدة، الذين توعدوا بحرق المخيم وهدمه إذا لم يغادر السوريون.
وعلى الجانب الآخر، قالت قناة OTV، إنه "وفي مشهد مستفز يعبر عن التداعيات الخطيرة لملف النازحين السوريين، أصيب عنصر للدفاع المدني على يد النازحين بحجة انزعاجهم من تأخر وصول الدفاع المدني لإخماد حريق شب في المخيم" مدعيةً أن "عنصر الدفاع أصيب بجروح بالغة وتكسير بلور الآلية".
وادعى بشير خضر، محافظ بعلبك في اتصال مع القناة المعروفة بعدائها للاجئين السوريين، أن الدفاع المدني لبى النداء متحججاً بأن المسافة طويلة، وأنه "عندما وصل تم الاعتداء عليهم" دون ذكر الأسباب.
وأكد المحافظ في حديثه، أنه أعطى القرار بالتشاور مع رئيس بلدية دير الأحمر بفرض حظر للتجول على النازحين السوريين حتى صباح يوم الجمعة، مبرراً بأن هذا القرار يأتي "لحماية الأبرياء منهم (أي النازحين السوريين) ولأن البلدة تشهد احتقانا كبيرا للأهالي ومنعاً من أي مواجهة بين أهالي البلدة المروعين من النازحين".