آلاف السوريين يشيعون "حارس الثورة ومنشدها" في الريحانية
الريحانية - نيو ترك بوست
شيّع آلاف اللاجئين السوريين في مدينة الريحانية جنوب تركيا، صباح اليوم الأحد، جثمان "منشد الثورة السورية وحارسها"، عبد الباسط الساروت.
وتجمع آلاف عند المستشفى في مدينة الريحانية تزامناً مع دخول والدة عبد الباسط الساروت، وعدد من الناشطين إلى المستشفى لإنهاء أوراق استلام جثمان الساروت.
ونقل جثمان الساروت من المستشفى في موكب إلى مسجد التوحيد في مدينة الريحانية لإقامة صلاة الجنازة.
ومن المتوقع أن ينقل الجثمان بعد صلاة الجنازة في الريحانية إلى معبر باب الهوى الحدودي ومنه إلى مدينة الدانا بريف إدلب شمال سورية، ليتم تشييعه هناك قبل أن يوارى قرب شقيقه في أحد مدافن المدينة.
وأفاد ناشطون أن الصلاة على الساروت ستقام بعد ظهر اليوم في مدينة الريحانية، وسيتم بعدها نقل جثمانه إلى سوريا ليتم دفنه هناك بحسب وصيته.
ونعا الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة والمجلس الاسلامي السوري وغيرها من الهيئات المعارضة، عبد الباسط الساروت، وقدموا التعازي لعائلته وللسوريين ككل بوفاته، كما تصدرت صورة الساروت ومقاطع من الاناشيد التي كان يغنيها صفحات الالاف من الناشطين.
وقضى الساروت، الذي أصبح رمزا للانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، متأثرا بجراحه التي أصيب بها، في اشتباكات بين قوات المعارضة المسلحة والقوات النظامية، شمال غربي سوريا، نقل على إثرها إلى تركيا.
ويلقب السوريون المعارضون للنظام الساروت بـ"بلبل الثورة" لإنشاده وغنائه للثورة السورية في التظاهرات ضد النظام، كما لقب بـ"حارس الثورة" تيمنا بكونه حارساً سابقاً للمنتخب السوري ونادي "الكرامة".
وينحدر عبد الباسط الساروت من عائلة مهاجرة من الجولان السوري المحتل، وفق مصادر مقربة منه، وُلد في مدينة حمص عام 1992، وعاش فيها إلى أن بدأت الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، في مارس/آذار عام 2011.
ومع جنوح النظام للحل العسكري واستخدامه القوة العسكرية ضد المتظاهرين اضطر الساروت وبعض رفاقه لحمل السلاح وقتال قوات النظام دفاعاً عن مدينتهم، وفي عام 2014 أجبر على ترك مدينته حمص ضمن اتفاق إخلاء للمعارضين في المدينة، بعد حصار وقصف لقوات النظام عليها دام لأشهر.
وعاد الساروت للعمل العسكري ضد النظام مع اشتداد المعارك شمالي سوريا ومحاولة النظام وحلفائه التقدم في ريفي حماه وإدلب، حيث أصيب إصابة بليغة قبل أيام في ريف حماه خلال مشاركته في عملية عسكرية لفصائل المعارضة ضد قوات النظام ونقل إلى تركيا لتلقي العلاج ولفظ أنفاسه الأخيرة هناك.
وفقد الساروت والده و5 من أخوته على يد قوات النظام منذ انطلاق الثورة مارس/ آذار 2011، وكانت وصيته بأن يدفن في سوريا في حال استشهاده الذي لطالما تمناه في الاناشيد التي كان يشدو بها.