هكذا تحوّل لاجئون سوريون بمصر إلى أصحاب مشاريع رائدة
مصر / نيوترك بوست
تحول السوريون في مصر من فارين من آلة الحرب إلى أصحاب مشاريع ناجحة ، حيث تنتشر المشروعات الحاملة لأسماء سورية في مناطق متفرقة داخل مصر، بل والأكثر جذبا للاهتمام أيضا، أنها تحتضن الشباب المصري الوافد من خارج القاهرة، بحثا عن العمل.
يحظى السوريون في مصر بتقدير من جانب المواطنين المحليين، حيث يساهم السوريون في الاقتصاد المصري، بحد أدنى وصل إلى 800 مليون دولار على شكل استثمارات.
من جهته استعرض الشاب المصري محمد رمضان (29 عاما)، تجربته ، بعد أن ضاقت به السبل في محافظة الشرقية (شمال شرق)، وقدم إلى القاهرة قبل سنوات، يقول إنه بعدما تعثر عدة مرات في الحصول على فرصة عمل، استقر في محل سوري للمخبوزات، بمنطقة المعادي جنوب القاهرة.
وحسب ماصرح به المواطن لوكالة الأناضول ، فإن السوريين من أصحاب المشروعات التجارية، التي تشهد رواجا في مصر، يهتمون من حيث التوظيف في المقام الأول بنظرائهم الهاربين من جحيم الحرب الدائرة بسوريا، ثم المصريين الوافدين من خارج القاهرة.
ويوضح رمضان، أن صاحب المشروع السوري الذي يعمل لديه 10 عمال، معظمهم من المصريين، يتسم "بجدية وصدق وأمانة والالتزام، وحريص على حقوقهم".
إقرا أيضاI مطعم يتسبب بأزمة للسوريين في مصر
وتحول عمل السوريين واستثماراتهم، لشن حملة ضدهم من جانب نشطاء، بزعم أنها تمول أنشطة مشبوهة وتدير أموالا لمصلحة جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة "إرهابية" بحكم قانون مصر.
القيادي السابق بالجماعة الإسلامية في مصر نبيل نعيم، قال في تغريدة منسوبة إليه، إن "النشاط الاقتصادي للسوريين في مصر، من أموال التنظيم الدولي للإخوان، ويمثل عمليات غسيل أموال لبعض الجماعات الإرهابية".
لكن هذه الحملة قابلها تدشين وسم #السوريين_منورين_مصر، الذي حظي بزخم كبير وتصدر مواقع التواصل الاجتماعي، في رسالة دعم وترحيب بالسوريين على أرض مصر.
ويبلغ عدد السوريين الذين قصدوا مصر حتى نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، نحو 242 ألف شخص، وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في حين تقول القاهرة إن عددهم أكثر من ذلك.
وقدر تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مؤخرا، أن الحد الأدنى من مساهمة السوريين في الاقتصاد المصري، وصل إلى 800 مليون دولار على شكل استثمارات.
ورجح التقرير أن "يكون الرقم أعلى من ذلك"، موضحا أن الأعمال السورية في مصر تتراوح بين المصانع الكبيرة والشركات الصغيرة، في مجال الأقمشة والتكنولوجيا والمواد الغذائية، بما فيها المطاعم.
وتتيح المنشآت السورية، كثيرا من فرص العمل للمصريين أنفسهم، إضافة إلى السوريين، كما ساهمت في رفع نسبة الصادرات وخفض الواردات.
وبحسب وزارة الاستثمار، يقدر عدد رجال الأعمال السوريين المتواجدين في مصر بـ 30 ألفا، وساهموا في 2012 بتأسيس 565 شركة، برأسمال قدره 164 مليون دولار، وارتفع العدد إلى 1254 شركة في 2013، برأسمال قدره 201 مليون دولار.
رئيس رابطة تجمّع رجال الأعمال السوريين في مصر (أهلية) خلدون الموقع، قال في تصريحات صحفية، إن رجال الأعمال السوريين المقيمين في مصر، يمتلكون رأسمال يقدر بـ 23 مليار دولار.
وتتركز استثمارات السوريين، في صناعات الغزل والنسيج والصناعات التكاملية، مثل الإسفنج والورق والصناعات البلاستيكية، إضافة إلى الصناعات الدوائية البسيطة، وصناعة الأثاث والمفروشات، والمنتجات الغذائية والنشاط التجاري والخدمي.
ويختلف النشاط الاقتصادي للسوريين، بحسب ظروفهم المادية، ويتوزع بين أصحاب رؤوس الأموال والعمالة التي تضم مصريين وسوريين.