من هو محمد مرسي ؟
إسطنبول - نيو ترك بوست
غيب الموت أول رئيس مدني منتخب لمصر والخامس في تاريخ الجمهورية، وقد أمضى أزيد من 3 عقود يدرِّس في كليات الهندسة بجامعات مصرية وعربية وأمريكية، مرورا برئاسة لم يكتمل نصابها القانوني، وحتى معاناة استمرت لـ 6 سنوات في غياهب السجون.
الميلاد والنشأة
وُلد محمد مرسي في 8 أغسطس/آب عام 1951، لأب فلاح وأم ربة منزل، في قرية العدوة بمحافظة الشرقية، وهو الابن الأكبر للعائلة البسيطة المكونة من 4 أخوة وأختين.
وخدم مرسى بالجيش المصري خلال عامي (1975 - 1976)، وتزوج من السيدة نجلاء محمود عام 1978، ورزق منها بخمسة من الأبناء، هم أحمد وشيماء وأسامة وعمر وعبد الله.
التعليم والحياة المهنية
تلقى مرسي تعليمه الأساسي والثانوي في مدارس الشرقية، والتحق مرسي بجامعة القاهرة ليحصل على شهادة بكالوريوس الهندسة عام 1975، ودرجة الماجستير في هندسة الفلزات جامعة القاهرة 1978، وعمل معيدًا ومدرسًا مساعدًا بكلية الهندسة في الجامعة ذاتها.
ونال مرسي شهادة الدكتوراه في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا، ودرّس فيها بين عامي 1982 -1985، كما درس في جامعات أمريكية أخرى إلى جانب جامعة الفاتح في طرابلس في ليبيا، حتى جامعة الزقازيق المصرية التي عمل فيها كأستاذ ورئيس قسم هندسة المواد بكلية الهندسة حتى عام 2010.
وقدم مرسي عشرات الأبحاث في "معالجة أسطح المعادن"، وعمل مع شركة ناسا للفضاء الخارجي كخبير في مجال التعدين والفلزات.
الحياة السياسية
التحق محمد مرسي بجماعة الإخوان المسلمين في أواخر سبعينيات القرن الماضي، وعمل عضوا بالقسم السياسي للجماعة عام 1992، ومثَّل الإخوان المسلمين في مجلس الشعب المصري بعد نجاحه في انتخابات عام 2000، وشغل وقتها منصب المتحدث الرسمي باسم الجماعة.
وشارك مرسي في إنشاء الجبهة الوطنية للتغيير عام 2004، كما شارك في تأسيس التحالف الديمقراطي من أجل مصر عام 2011، والذي ضم 40 حزبًا وتيارًا سياسيًا، وهو عضو مؤسس باللجنة المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني.
وفي 30 أبريل/ نيسان عام 2011، انتخبه مجلس شورى الإخوان رئيسًا لحزب الحرية والعدالة الذي أنشأته الجماعة، بجانب انتخاب عصام العريان نائبًا له ومحمد سعد الكتاتني أمينًا عامًّا للحزب.
وتعرض مرسي للسجن في مايو /آيار عام 2006، خلال مشاركته في مظاهرات شعبية، وأُفرج عنه في ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته، كما اعتقل في سجن وادي النطرون يوم جمعة الغضب في 28 يناير/شباط 2011، مع 34 من قيادات الإخوان.
ويوم 30 يناير/شباط ترك الأمن السجون خلال الثورة التي اندلعت في 25 من الشهر ذاته، لكن مرسي رفض ترك زنزانته واتصل بعدة وسائل إعلام يطالب الجهات القضائية بالانتقال لمقرِّ السجن والتحقق من موقفهم القانوني وأسباب اعتقالهم، قبل أن يغادر السجن؛ لعدم وصول أي جهة قضائية إليهم.
رئاسة مصر
دفعت جماعة الإخوان المسلمين بمحمد مرسي كمرشح لانتخابات الرئاسة المصرية عام 2012، وخاض مرسي منافسة قوية مقابل أحمد شفيق.
وفي 24 يونيو/ حزيران 2012 أعلنت لجنة الانتخابات فوز مرسي بنسبة 51.73 % من أصوات الناخبين المشاركين، وتولى مهام منصبه بصفة رسمية في 30 يونيو/حزيران 2012، بعد أدائه اليمين الدستورية.
وخلال رئاسة مرسي شهدت العلاقات المصرية الإيرانية تقاربا بعد انقطاع دام لأكثر من 3 عقود، وحضر الرئيس الإيراني آنذاك مجمود أحمدي نجاد إلى مصر في فبراير/شباط 2013، في زيارة تعد الأولى لرئيس إيراني منذ انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 1979، سبقتها زيارة للرئيس المصري إلى إيران للمشاركة في قمة هدم الانحياز.
واتخذ مرسي موقفا عمليا لإظهار التضامن المصري على المستويين الرسمي والشعبي مع الفلسطينيين في قطاع غزة، وواصل إرسال الوفود إلى القطاع لتأكيد الدعم والتأييد، وقادت مصر خلال فترة رئاسته حراكا سياسيا ودبلوماسيا للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.
عزله وسجنه
في نهاية أبريل 2013 انطلقت حركة تمرد وطالبت بسحب الثقة من مرسي، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وقد قامت الحركة بالدعوة إلى مظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013 مستندة إلى توقيعات تقول إنها جمعتها من (22) مليون مصري.
وفي غضون تلك الأحداث، حددت القوات المسلحة في 1 يوليو/تموز 2013، مهلة (48) ساعة لتلبية مطالب الشعب في المظاهرات، لتعلن في الثالث من الشهر ذاته عزل مرسي، وتزج به في السجن موجهة إليه العديد من التهم من ضمنها التخابر مع جهات أجنبية وإفشاء أسرار الأمن القومي أثناء فترة رئاسته.
وفاته
أعلنت النيابة العامة المصرية، وفاة الرئيس المصري الأسبق، الإثنين 17 يونيو/حزيران 2019، إثر نوبة إغماء خلال جلسة محاكمته في القضية المعروفة إعلاميا بـ"التخابر مع حماس" في المحكمة العسكرية داخل معهد أمناء الشرطة في القاهرة.
وأوضحت النيابة المصرية أن مرسي، البالغ من العمر 67 عاما، فارق الحياة داخل قفص الاتهام مغشيا عليه، ونقل للمستشفى على الفور، ليدفن فجر الثلاثاء دون جنازة رسمية.