الخارجية الأمريكية تكشف لـ " الرياض" موقفها من صفقة s400
تشهد العلاقات التركية الأمريكية توتراً ملحوظاً وذلك على خلفية عزم تركيا إتمام صفقة منظومة الدفاعات الجوية الروسية S400.
وترد تصريحات المسؤولين الأمريكيين الرافضين لهذه الصفقة والمؤكدين على الموقف الأمريكي لها والقاضي بمعاقبة تركيا إذا اتمت هذه الصفقة
حيث أكد مسؤول في الخارجية الأميركية خلال تصريحات أدلى بها لجريدة الرياض إلى أن بلاده لا تزال عازمة على فرض العقوبات على تركيا وفقاً لقانون «كاتسا»، وأن تركيا لن تحصل في أي حال على مقاتلات F35 الأميركية إذا تسلّمت منظومة الدفاعات الجوية الروسية S400.
بدوره، أكد البناتاغون على عزمه فرض عقوبات على تركيا، حيث صرّح المتحدث باسم سلاح الجو الليفتنانت كولونيل مايك أندروز حول الصفقة (التركية - الروسية): «لم يتغير شيء».
وقال : «شراء تركيا لنظام الدفاع الجوي والصاروخي الروسي S-400 يتنافى مع برنامج F-35 ولن يسمح لتركيا بأن يكون لديها النظامان»
بدوره، قال الهان تانير، المحلل التركي المقيم في واشنطن لجريدة «الرياض» إن فكرة الذهاب باتجاه شراء المنظومة الروسية قادت أردوغان وحزبه الى أضعف مواقف لهم على الإطلاق منذ نهاية التسعينات، الأمر الذي بدا جلياً في موقف الشعب التركي أمام صناديق اقتراع بلديات اسطنبول و 11 مدينة مؤثرة خسر فيها الحزب الحاكم. وقال تانير، إن زمن متاجرة أردوغان والبروباغندا السياسية قد ولى وبات كل ما يقلق الشعب التركي هو الاقتصاد الذي ينزف حتى قبل العقوبات، فتركيا مقبلة على خسارة أكثر من 15 مليار دولار إذا سحبت منها واشنطن صفقة مقاتلات F-35، حيث كانت هذه الصفقة تتضمن تصنيع بعض معدات المقاتلات في تركيا وخسائر صرفتها تركيا مسبقاً على التدريب وعمليات الشراء، كما ستخسر تركيا المقاتلة الأكثر تطوراً في جيلها بالإضافة إلى خسارة التكنولوجيا الأميركية المرافقة لشراء المقاتلات الأميركية التي ستحجب عن تركيا، وستخسر فرصة لرفع حجم الصادرات إلى الولايات المتحدة.
وعن موقف الشعب التركي من التوجه التركي نحو روسيا وتدهور العلاقة مع حلف الناتو يقول تانير «الشعب التركي قال كلمته وبفوارق كبيرة هزمت أردوغان في الانتخابات البلدية وهذه ليست إلا البداية، فهذا الشعب تطلع لتطوير بلاده وهو الآن يرى أردوغان وحزبه يقامرون سياسياً بالاقتصاد التركي»
وبين خلال تصريحاته إلى أن خسائر الحزب الحاكم في تركيا كان جزءا كبيرا منها مدفوع بهلع الشعب التركي من الاقتصاد الذي يواجه انتكاسات غير مسبوقة إزاء المواقف السياسية غير المسؤولة للحزب الحاكم، وكان ناقوس خطر يدق للعدالة والتنمية وأردوغان وجاء مترافقاً مع تخلي الحلفاء القوميين عن التصويت لـ»العدالة والتنمية» وهذا يعني خسارة التحالف الأساسي الذي أوصل أردوغان إلى الحكم كل هذه السنوات ما يعني أن الحزب الحاكم في أمس الحاجة للتخلي عن البروباغندا والتفكير بجدية بهذه المرحلة المفصلية من أفول نجم العدالة والتنمية وزعيمه أردوغان».