سفينة قطرية تنطلق من إسطنبول للتعريف بموروثها الثقافي
إسطنبول - نيو ترك بوست
تنطلق اليوم الأربعاء، رحلة بحرية من مضيق البوسفور بمدينة إسطنبول التركية؛ لتجوب أوروبا وشمال إفريقيا، حاملة رسالة الثقافة والتراث القطري إلى شعوب البحر المتوسط والعالم، والترويج لمونديال 2022.
الرحلة الثقافية تنظمها المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" (حكومية) في قطر، تحت عنوان رحلة "فتح الخير 4"، ويتوقع أن تمثل علامة فارقة في الرحلات البحرية التراثية التي تنظمها "كتارا" منذ عام 2013، كما ستفتح آفاق المعرفة والمهارة والتواصل مع شعوب وثقافات العام.
وتمتد الرحلة على ثلاثة مراحل، الأولى تبدأ من تركيا، وستتوجه السفينة من ميناء إسطنبول بالبوسفور إلى ميناء جناق قلعة الذي يقع على الساحل الآسيوي الجنوبي، في مسار يستغرق نحو 10 أيام تقريبا.
ثم تتابع وجهتها نحو سالونيك، ثاني أكبر مدن اليونان، ثم جزيرة ميكونوس اليونانية، وتصل مدينة ساراندا الواقعة بالجزء الجنوبي من ألبانيا؛ ثم تيرانا في ألبانيا.
وستغادر السفينة إلى ميناء سبليت، ثاني أكبر مدن كرواتيا، قبل أن تتوجه نحو بوليا شرقي إيطاليا، ومنها إلى مدينة البندقية (فينيسيا) بالبلد نفسه، ومن ثم، إلى صقلية (إيطاليا) أكبر جزيرة في البحر المتوسط، لتتختتم المرحلة الأولى من رحلة "فتح الخير 4" في ميناء جنوة شمالي إيطاليا.
وسيبلغ مسار المرحلة الأولى من الرحلة البحرية، أكثر من 4 آلاف ميل بحري، بمشاركة 16 ملاحًا، عل متن سفينة يبلغ طولها بطول 110 أقدام وعرض 27 قدما، بحمولة مقدرة بـ 200 طن، وتضم شراعين.
وتبدأ المرحلة الثانية للرحلة، في يونيو/ حزيران 2020، وتشمل موانئ بحرية في فرنسا وإسبانيا، فيما تبدأ المرحلة الثالثة في 2021، وتتوجه خلالها إلى المغرب والجزائر وتونس.
ويؤكد القائمون عل تلك الرحلة أن تلك الخطوة "ستعرّف شعوب دول البحر الأبيض المتوسط على عراقة تراث قطر البحري، والمكانة الكبيرة التي يحتلها هذا التراث في نفوس القطريين".
كما أن الرحلة "ستُعيد إلى الذاكرة الملاحم البطولية الخالدة للآباء والأجداد، خلال رحلاتهم البحرية التي خاضوها بمحاملهم (سفن) التقليدية، وسفنهم الشراعية، وجابوا على متنها البحار والمحيطات، حينما عملوا في التجارة والصيد".
وتستهدف الرحلة مد جسور التواصل الثقافي بين الشعب القطري وشعوب دول أوروبا وشمال إفريقيا، ومن بين أهدافها أيضا "الترويج لكأس العالم لكرة القدم لعام 2022، والذي تستضيفه قطر، حيث ستكون السفينة بمثابة متحف مصغر يعكس أصالة التراث البحري القطري".
وفي هذا الإطار، تم تزويد السفينة بشاشات ضخمة تعرف بالمنشآت والملاعب الرياضية التي ستحتضن مباريات البطولة العالمية، وسيتم توزيع الهدايا الرمزية والكتيبات والمنشورات التعريفية على عامة الجمهور في جميع الموانئ التي من المنتظر أن ترسو فيها السفينة.
وكانت "كتارا" أطلقت في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، الرحلة الأولى لـ"فتح الخير" من قطر إلى دول الخليج العربي، وعلى متنها 44 بحاراً يقودهم النوخذة حسن الكعبي، حيث طاف المحمل "بنادر" بـ5 دول خليجية واستمرت 27 يوماً، ليعود إلى قطر ويشارك في احتفالات الشعب القطري باليوم الوطني لدولة قطر (18 ديسمبر من كل عام).
أما رحلة "فتح الخير 2"، فقد أبحرت من شاطئ "كتارا" إلى الهند في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2015، بقيادة النوخذة حسن الكعبي، في حين أبحرت رحلة "فتح الخير 3" من شاطئ "كتارا" إلى الكويت وسلطنة عُمان في 17 نوفمبر 2017، وعلى متنه 16 بحاراً يقودهم النوخذة القطري الشاب محمد يوسف السادة، ليعود يوم 17 ديسمبر 2017.