سوريون يتهمون مدارس تركية في أنطاكيا برفض تسجيل أبنائهم
أنطاليا-نيو ترك بوست
بدأ العام الدراسي الجديد في مدينة أنطاكيا التركية، قبل يومين، دون أن يتمكن مئات الطلاب السوريين حتى اليوم من التسجيل والالتحاق بالمدراس التركية، بسبب عدم توفر شواغر، وعجز مديرية التربية في المدينة، ايجاد حلول لتوفير أماكن لبعض السوريين الجُدد حتى اليوم، بحسب ما ذكرت مصادر إعلامية سورية.
وأفاد موقع "السورية نت" أنه بعد إلغاء الصفين الخامس والتاسع في مدراس التعليم السورية المؤقتة، ونقل قيود طلابها إلى المدارس التركية، عجز الكثير من أهالي الطلاب السوريين في أنطاكيا، ممن أولادهم في هذه الصفوف بالإضافة إلى الصف الأول، عن ايجاد شواغر لأبنائهم، وقوبل عدد كبير منهم بالرفض في المدارس التي توجهوا إليها.
وأضاف الموقع أنه حتى اليوم ما تزال مديرية التربية في المدينة، عاجزة وفق تأكيد عدد كبير من الأهالي، عن ايجاد حل لهذه المشكلة، رغم افتتاح العديد من المدارس الجديدة في مناطق اكتظاظ السوريين في المدينة مثل نارلجا.
ويخشى أولياء الأمور، من تكرار سيناريو العام الماضي، عندما تأخر تسجيل بعض الطلاب في منطقة نارلجا لأكثر من ثلاثة أشهر، وتم نقل بعض الأسماء لمدارس تبعد عن المنطقة أكثر من 20 كم.
يوسف درويش، وهو والد الطفلة آلاء في الصف الخامس، قال إنّ ما يحصل في مدارس أنطاكيا" أمر غير مقبول أبداً، خاصةً أنّ أعداد الطلاب السوريين في المدارس المؤقتة التي نقلوا منها معلوم للتربية، ولم يأتي هؤلاء الطلاب فجأة، فلماذا لا يتم تنظيم هذه الأمور قبل بداية العام الدراسي وتطبق خطة الدمج بدون دراسة كافية".
ويضيف درويش "توقعت أن تحصل أزمة التسجيل كما حدث العام الماضي، لذلك توجهت للمدارس التركية القريبة من منزلي لتسجيل ابنتي منذ الإعلان عن افتتاح التسجيل في 1 آب الماضي، لكن مدير المدرسة تحجج بعدم بداية التسجيل للسوريين، واعطاء الفرصة لتسجيل الطلاب الأتراك أولاً، وطلب مني مراجعته بعد العيد وهو ما حصل لأفاجئ بكلمة عدم وجود شواغر". ويكمل ذات المتحدث بالقول "قصدت بعدها عدة مدارس أخرى وكانت النتيجة ذاتها منذ أسبوع أتنقل بين التربية والمدارس وكل يرمينا للطرف الآخر. تركت عملي وتفرغت لهذه القضية التي لا يوجد حتى الآن حل لها".
معاناة درويش وقصته نسخة عن مئات الحالات التي تراجع مديرية تربية أنطاكيا كل يوم، والتي يرفض فيها مدراء المدارس استقبال أعداد اضافية من الطلاب السوريين، بسبب عدم توفر شواغر في المدارس، بحسب "السورية نت".
الوافدون الجُدد زادوا الضغط
ورغم أنّ مديريات التربية في معظم الولايات التركية، ألغت المدارس السورية المؤقتة بشكل كامل، ودمجت جميع طلابها في المدارس التركية منذ العام الماضي، إلا أنّ الضغط الكبير في أنطاكيا على المدارس، أدى لإبقاء عدد من المدارس المؤقتة لتستقبل طلاب الصفين الثامن والبكالوريا هذا العام.
من جانب آخر، عزا المدرس أيمن الخطيب، والذي يعمل مترجماً في إحدى المدارس التركية بأنطاكيا، مشكلة تسجيل الطلاب السوريين هذا العام، إلى وصول طلاب جدد من اسطنبول ومن المخيمات المجاورة، وتركزهم في مناطق هي بالأصل مكتظة بالسوريين.
وأوضح الخطيب، أنّ أزمة تسجيل الطلاب السوريين مقتصرة على مناطق محددة في أنطاكيا مثل نارلجا، التي نمت بشكل كبيراً مؤخراً، وزاد عدد سكانها السوريين على الأتراك، ورغم افتتاح ثلاثة مدارس جديدة هذا العام في المنطقة، إلا أنّ ذلك لم يحل المشكلة، مضيفا أن التربية في أنطاكيا ستحل الأمر بشكل مؤكد خلال الأيام المقبلة.
ونفى المدرس السوري في الوقت ذاته، أي تعمّد لمدراء المدارس لعدم استقبال مزيد من الطلاب السوريين، مؤكداً أنّ بعض الصفوف وصل العدد فيها إلى أكثر من 40 طالب، وهو أمر غير معهود في المدارس التركية.
ومن المعلوم أن نظام التسجيل في تركيا بالنسبة للمدارس مرتبط بالنطاق الجغرافي، لكن الخطيب أكد أنّ مديرية التربية قد تضطر لتسجيل الطلاب في مناطق بعيدة عن أماكن سكنهم، وهو ما سيشكلُ عبئاً مادياً على بعض الأهالي والطلاب.
نحو المدارس المهنية
في السياق ذاته، انعكست أزمة توفر الشواغر في المدارس، على تحديد مصير العديد من الطلاب السوريين الذي انتقلوا من الصف الثامن في المدارس المؤقتة إلى الثانويات التركية.
ويُفرَزُ الطلاب وفق معدلات نجاحهم إلى إحدى الثانويات التالية العامة (الأناضول – إمام خطيب – المهنية) وتعتبر ثانويات "الأناضول" للعلوم هي الأفضل والأعلى.
لكنّ نتائج فرز الطلاب السوريين هذا العام، قوبل باعتراضات كبيرة من قبل بعض الأهالي جراء الأعداد الكبيرة من الطلاب المنقولين إلى المدارس المهنية، رغم أنّ معدلات بعضهم تؤهلهم للدخول إلى مدارس تلبي رغباتهم.
وفي هذا الإطار، قال أحمد اليوسف وهو طالب سوري نجح إلى الصف التاسع وانتقل للدراسة في المدارس التركية، إنه فوجئ بوجود اسمه في المدرسة المهنية رغم أن معدله يفوق 70% ويؤهله للدراسة على الأقل في مدارس "إمام خطيب".
وأوضح اليوسف أنه والكثير من زملائه، قدموا شكوى في مديرية التربية، واعترضوا على الفرز، لكن الجواب الذي تلقوه بأنه" لا يوجد أماكن شاغرة في المدارس الأخرى".
واستغرب الطالب السوري في حديثه، أن يكون مستقبل الطالب متعلقاً بعدم وجود شواغر في المدرسة التي يرغب بالدراسة بها، معرباً عن خيبة أمله من الحال الذي وَجدَ نفسه به.
وكانت دائرة "تعليم مدى الحياة" المسؤولة عن مراحل التعليم ما قبل الجامعي في وزارة التربية والتعليم التركية، بدأت تطبيق خطة لدمج الطلبة السوريين داخل المدارس الوطنية التركية، منذ بداية العام الدراسي 2016- 2017.
وبحسب مندوبة" اليونسيف" في تركيا، إليف كالين، فقد تجاوز عدد الطلبة السوريين الذين يتلقون تعليماً رسمياً داخل المدارس الحكومية التركية، الـ 625 ألفاً، أي بنسبة 76% من إجمالي عدد الأطفال السوريين في سنّ الدراسة.