تركيا: استمرار نفض الغبار عن معالم "كيبيرا" القديمة
بوردور - نيوترك بوست
تتواصل في مدينة "كيبيرا" القديمة في تركيا أعمال الحفر والتنقيب حيث يقوم علماء آثار أتراك بنفض الغبار عن المعالم الأثرية الضخمة العائدة إلى ما قبل ألفين و300 عام.
وتلقب المدينة التي تقع في قضاء "غول حصار" بولاية بوردور جنوب غربي تركيا بـ "مدينة المصارعين"، لما تحتويه من مقابر لكبار المصارعين في العصور القديمة.
وانطلقت أعمال التنقيب في المدينة المذكورة في عام 2016 وهي تقع على ارتفاع ألف و350 مترا عن سطح البحر، بين غابات العرعر والأرز
ويخيم على المدينة الطابع العسكري وتحتوي على أطول إفريز (شريط زخرفي على جدران) مصارعين، وذلك من خلال الأفاريز التي تضمها وحدة عسكرية مكونة من 30 ألف جندي مشاة، وأكثر من ألفي فارس، وفقا لمصادر تاريخية.
كما أنها تضم لوحة فسيفساء شهيرة تصور "ميدوسا"، إحدى أشهر شخصيات الميثولوجيا الإغريقية، وحمامات رومانية، وغرفا تحت الأرض.
وفيها أيضاً ملعب تم بناءه على الطراز المعماري الروماني والبيزنطي يتسع لحوالي 10 آلاف شخص.
ومن بين الآثار التي وصلت إلى يومنا هذا في "كيبيرا"، سوقها الكبير "أغوراس"، والمدرج المسرح الذي يتسع لـ 9 آلاف شخص، ومنصة "أودويون" للحفلات الموسيقية، ومسرح آخر شتوي، ومبنى القضاء والبرلمان.
ويبذل المسؤولون عن المدينة الكثير من الجهود لضمها إلى القائمة الدائمة للتراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، بعد إدراجها في قائمتها المؤقتة سنة 2016.
وحول عملية التنقيب المستمرة حتى الوقت الحالي قال شكري أوزودوغرو، رئيس فريق أعمال الحفر والتنقيب في "كيبيرا"، عضو الهيئة التدريسية لدى قسم الآثار بجامعة محمد عاكف أرصوي، إنهم يواصلون التنقيب في المدينة القديمة عبر فريق مكون من 35 خبيرا علميا و25 عاملا.
وأكد للأناضول عزم الفريق على التنقيب في كاتدرائية المدينة القديمة، التي تعد بمثابة البناء الإداري لـ "كيبيرا"، ونفض الغبار عن الحمام الكبير المشيد خلال الفترة الرومانية على مساحة تبلغ 4 آلاف و500 متر مربع وذلك خلال العام الجاري.
وبين خلال حديثه أن هذه المدينة تعتبر الوحيدة التي عقدت الإمبراطورية الرومانية اتفاقية تحالف وصداقة معها في منطقة الأناضول، ما يدل على قوتها ونديتها لها.
وأوضح أنه تم انشاء المدينة وفق مخطط معين عبر تجهيز بنيتها التحتية مسبقا، وتحديد شوارعها الرئيسية وأزقتها.
وأشار إلى أن الآثار تؤكد على أن المدينة القديمة كانت مركزا للصناعة والزراعة وتربية الحيوانات، وخاصة الخيول، فضلا عن اشتغال سكانها بأعمال الحديد.
وبين أن هناك جهود حثيثة لتهيئة المدينة القديمة لزيارات الوفود السياحية، من خلال تحضير شبكة طرقات والبنية التحتية، بحيث تكون مستعدة لاستقبالهم.
وأعرب عن ثقته بأن "كيبيرا" ستنضم في أقرب وقت إلى القائمة الدائمة للتراث العالمي، لما يتوافر فيها من معايير "يونسكو"، مبينا أن وزارة الثقافة والسياحة تتولى أعمال التحضير اللازمة لتحقيق هذا الهدف.
بدوره، قال أونال دميرار، الأكاديمي بالجامعة نفسها، إن مهمته ضمن الفريق تتمثل في ترميم ما يتم العثور عليه من معالم أثرية في "كيبيرا"، والحفاظ عليها لتأمين نقلها إلى الأجيال المقبلة.
وأكد دميرار، أهمية الحفاظ على الآثار المكتشفة في مكان العثور عليها، ليتم نقل الصورة عن المدينة القديمة كما هي دون تغيير
أقرأ أيضاً
تركيا .. آثار لعملية جراحية بجمجمة عمرها 2200 عاما