رياضة "جيريت" .. شغفٌ يتوارثه الأتراك عن أجدادهم

رياضة "جيريت" .. شغفٌ يتوارثه الأتراك عن أجدادهم
رياضة "جيريت" .. شغفٌ يتوارثه الأتراك عن أجدادهم

رياضة "جيريت" .. شغفٌ يتوارثه الأتراك عن أجدادهم

قارص - نيو ترك بوست

تحظى رياضة "جيريت" بانتشار واسع شرقي تركيا، وباتت اليوم شغفاً بالنسبة للأتراك توارثوه عن أجدادهم الذين قدموا إلى الأناضول من آسيا الوسطى (تركستان) في القرن الحادي عشر الميلادي.

ويزداد هوس الأتراك بهذه الرياضة مع بدء تساقط الثلوج التي تمارس عليها هذه اللعبة، لاسيما في قرى وأقضية ولاية قارص، الواقعة أقصى شمال شرقي البلاد، بمحاذاة الحدود مع أرمينيا.

وتمارس هذه الرياضة شتاء مع بدء تساقط الثلوج، في قرى قضاء "سليم" التابع للولاية، وأحيانا صيفا على العشب، لتتحول "جيريت" إلى وسيلة متعة وتسلية للسكان المحليين، وموضع جذب للسياح والزوار الأجانب ممن يقصدون القضاء، بغية متابعة الرياضة الممارسة هناك منذ قرون.

ويهذف سكان تلك القرى إلى نقل تلك الرياضة إلى الأجيال القادمة من خلال تأسيس أندية للفروسية في قراهم، يمارسون في العطلات الأسبوعية على وجه الخصوص، هذه اللعبة في القرى التي حددت مسبقا مكانا للمنافسة.

وتلقى "جيريت" رواجا أكبر في فصل الشتاء، وإن كانت تلعب بعض الوقت صيفا، الذي إن دخل واشتدت درجات حرارته، تتأثر الخيول المستخدمة في تلك الرياضة بشكل كبير، حيث تبقى حبيسة الحظائر فترات طويلة.

ويحرص أصحاب الخيول يقومون خلال الأيام التي تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة، على إخراجها من الحظائر، وإنزالها إلى جداول مياه باردة، لتخفيف وطأة الحر عنها.

وبعد خفض حرارتها وتنظيفها، يجعل المفتونون بهذه الرياضة خيولهم تسير وتركض مسافات قصيرة في المياه، وكذلك في المراعي، لتبقى جاهزة للمنافسات المزمع تنظيمها شتاء.

وفي قرية "كيكتش" التابعة لقضاء "سليم"، يصطحب عشاق هذه الرياضة، خيولهم كل يوم إلى جدول الماء القريب من القرية، في أجواء راوحت الحرارة فيها بين 30 و35 درجة مئوية.

ولا تستخدم الخيول إلا لممارسة "جيريت"، ويحرص أصحابها على عدم حمل أي شيء عليها خشية التأثير على أدائها، ويعتنون بها طوال هذه الفترة تهيئا لقدوم الشتاء الذي تكثر فيه منافسات هذا النوع من الرياضة.

وهذا الصدد، قال رئيس نادي "قارص قفقاص" للفروسية سلجوق باش قايا، إنهم قبل موسم الشتاء يدربون الخيول في المياه للحصول على أعلى قدر من الثبات لديها.

وشدد باش قايا، على أهمية العناية بخيول الـ "جيريت"، "لأن درجات الحرارة المرتفعة تشعرها بضيق في التنفس وإعياء، لذلك نصطحبها إلى الجداول من أجل التخفيف عنها، وإجراء بعض التدريبات اللازمة في الماء".

وأوضح باش قايا، في حديث مع وكالة "الأناضول" التركية، أنهم ينظمون في فصل الشتاء تحديدا، مباريات "جيريت" من أجل السياح الأجانب والمحليين الذين يتوافدون على المنطقة في ذلك الفصل.

وتابع "نمارس هذا النوع من الرياضة في الشتاء عادة، ولذلك تبقى خيولنا باستمرار في حظائرها خلال فصل الصيف، ولأننا نقترب من قدوم الشتاء، نقوم بإعداد الخيول، ونعتني بها وكأنها أطفالنا".

ومن الصباح الباكر، يستعد ممارسو هذه الرياضة التقليدية عبر تحضير الخيول وتقديم الطعام لها، ومن ثم التوجه إلى قرية محددة مسبقا للمشاركة في المنافسة التي يحضرها الصغار والكبار.

ورغم أنها لعبة حرب ومنافسة، إلا أن روح الرياضة لا تغيب عن ممارسي "جيريت" من القرويين، لتتحول إلى وسيلة للتسلية والترفيه، ورغم انخفاض الحرارة إلى ما دون 12 درجة مئوية تحت الصفر، إلا أن محبي "جيريت" يتجمعون لمتابعة المنافسات.

وفي اللعبة، ينقسم اللاعبون إلى فريقين، يدخلان الساحة على وقع الطبول، ويصطفان في رتلين متقابلين، ويتقدم أحد فرسان الفريق الأول، ويصيح على نظير له من الفريق الثاني، ليخرج المعني بعد أداء حركات الفروسية التي لا تنقصها الخيلاء.

ويلقي فارس الفريق الثاني رمحا يسمى "جيريت" باتجاه منافسه، الذي يسارع بدوره إلى الجري بعيدا لتفادي الرمح، فيتبعه الرامي، وبعدها يلحقهما فرسان الفريقين بهدف إخراج أحدهما الآخر، عن طريق إصابته بضربة رمح.

 

مشاركة على: