جدار "سفيندون" التاريخي وسط إسطنبول صامد منذ 1700 عام
اسطنبول - نيوترك بوست
يستقطب جدار "سفيندون" وسط مدينة إسطنبول السياح المحليين والأجانب ويحظى باهتمام كبير رغم عدم اشتهاره كباقي المعالم الأثرية في المنطقة نفسها.
الجدار الذي يقع في ميدان السلطان أحمد بالشطر الأوروبي من إسطنبول لا يزال صامداً منذ 1700 عام في وجه الكوارث الطبيعية والأحداث التاريخية التي تعرضت لها المدينة عبر الزمن.
بدأ بنائه عام 200 للميلاد باعتباره جزءا من مضمار "سفيندون" لسباق الخيل الذي شيده قسطنطين العظيم (عاش بين 272 ـ 337م) ويحمل الكثير من آثار الإمبراطورية الرومانية.
تم استوحاء المضمار المشيد بطراز معماري من حلبة "سيركوس ماكسيموس" التاريخية الشهيرة في العاصمة البريطانية لندن، كان على شكل نصف دائري، ويتسع لـ 30 إلى 40 ألف شخص.
يعد الجدار من أقدم المعالم الأثرية بإسطنبول في الوقت الحالي، ومن أسمائه المشتهرة بين الناس "ساحة الخيل ـAt Meydanı".
وحول هذا المعلم الكبير ، قالت الأكاديمية بورجو بوكان جانتيمور، إن مئات الأشخاص يمرون يوميا من أمام جدار "سفيندون"، وقليل منهم يملك معلومات كافية عنه.
وأشارت خلال حديثها للأناضول إلى أن هذا الجدار يعتبر من بين المعالم الأثرية النادرة التي وصلت إلى زماننا من الحقبة الرومانية.
وبينت أن الجدار مرت عليه الكثير من الكوارث الطبيعية مثل الزلازل وتعرض عبر 1700 عام الماضية أيضاً للعديد من الأحداث البشرية أبرزها الغزوات الأجنبية والاحتجاجات الشعبية زمن الإمبراطوريتين الرومانية والعثمانية.
ولفتت خلال حديثها إلى أن الجدار تأثر بفعل تغيرات اجتماعية واقتصادية مرت على المدينة.
وقالت جانتيمور إن : "المضامير والحلبات، إحدى أهم العناصر المعمارية في المدن الرومانية، إذ تشهد إقامة سباقات للخيول، والفرسان والمصارعين، إلى جانب كونها نقطة التقاء الإمبراطور مع عامة شعبه".
وأوضحت أنه بسبب عدم الاهتمام بالمضامير والحلبات أدى إلى اندثار أجزاء كبيرة من مضمار "سفيندون".
وأكدت عدم بقاء كثير من الأجزاء الرئيسية من المضمار في يومنا هذا، سوى 3 معالم حجرية حافظت على طبيعتها الأصلية، هي المسلّة الفرعونية، والعمود المشبّك، وعمود الأفاعي.
وأشارت إلى أنه بالرغم من فقدان بعض المعالم المعمارية لهذا المكان إلا أنه لا يزال يحافظ على أهميته المرموقة، نظرا لقربه من قصر طوب قابي العثماني، ومتحف آيا صوفيا".
وقالت في ختام حديثها إن جدار "سفيندون" يعد الجزء الوحيد الأصلي التابع للمضمار التاريخي في يومنا الحالي.
من جانبه، حيا الأستاذ المساعد حسن فرات ديكار ولاية إسطنبول على اهتمامها بالمكان وترميم واحياء جدار "سفيندون".
ولفت الأكاديمي التركي إلى الثراء التاريخي والثقافي الذي تتمتع به إسطنبول، معتبرا أن لها وجها تاريخيا غير مكشوف بعد في باطن الأرض.
يشار أن الحلبة ورغم فقدانها العديد من أجزائها الأصلية، إلا أنها لم تفقد وظيفتها باعتبارها مركزا حيويا، إذ كانت تسمى خلال العهد العثماني "ميدان الخيل"، فيما يطلق عليها الآن ميدان السلطان أحمد.
اقرأ أيضاً
تركيا: استمرار نفض الغبار عن معالم "كيبيرا" القديمة