السعودية تتصدر البلدان المستوردة لخل "كابادوكيا" التركية
نوشهر – نيوترك بوست
تشهتر ولاية نوشهر الواقعة وسط تركيا بزراعة أكثر أنواع العنب لذة ومذاقًا في البلاد ، ويقوم أهالي المدينة بإنتاج خل ذو مذاق خاص من هذا العنب الذي يضفي اللذة على الموائد في بلدان العالم، وكذلك داخل تركيا.
ويعتمد أهالي المدينة الطريقة التقليدية في انتاج الخل حيث أنه بعد جني محصول العنب، يتم عصره ومن ثم تخزينه في مخازن وأقبية منحوتة داخل صخور خاصة بمدينة كبادوكيا التابعة لنوشهر، ليتم بذلك تخميره ومن ثم تحويله إلى خل ذي نكهة خاصة.
ويحرص المزارعون في الولاية على رعاية والاعتناء بالعنب حيث يقومون في فصل الربيع بتشذيبها والاعتناء بها بالشكل اللازم حتى يتسنى لهم الحصول على منتج ذي جودة عالية.
وفي الأسبوع الأخير من أغسطس/آب يبدأ موسم جني العنب؛ ليحصلوا على منتج متميز بعد الاعتناء به على مدار عدة أشهر، ثم يقومون ببيعه إلى المصانع التي تقوم بشراء المحصول كله منهم.
يتوجه الراغبون في انتاج العنب من الخل إلى مصنع الخل بقضاء "غل شهر" بولاية "نوشهر"، لعصر العنب وتحويله إلى سائل، ثم بعد ذلك يقومون بتخزينه لمدة 6 أشهر في أقبية منحوتة داخل صخور رسوبية تسمى "توفا" التي تشتهر بها تلك المنطقة.
وبعد ذلك، يتم تخزين المنتج في صهاريج الخل التي تحتوي على بكتيريا الخل المصنوعة من أشجار البوق، وبعد التخمير توضع في زجاجات وتتم تعبئتها.
والمرحلة الأخيرة هي مرحلة تسويق المنتج للبلدان التي تفضله نظرًا لثرائه من حيث اللذة والنكهة الطبيعية، حيث لا توجد به أية مواد كيميائية.
من جهته قال محمد أرماغان، صاحب منشأة تقوم بإنتاج الخل بالطرق التقليدية، إنهم يعملون في مجال إنتاج الخل منذ 10 سنوات، وأنهم ينجحون في الحصول على نكهات مختلفة من خلال تخزين العنب في المخازن الحجرية المنحوتة بالصخور.
وأكد أن هناك ولايات أخرى تقوم بعصر العنب الخاص بهم في مصنعهم مثل ولاية كبادوكيا.
وأشار إلى أنهم يحرصون بعد عصره على تركه ليختمر في درجة حرارة ثابتة في مخازن منحوتة من الصخور، لنبدأ بعد ذلك مرحل إنتاج الخل".
وأوضح أن هناك عدة عوامل سهلت عملية انتاج الخل منها المخازن الطبيعية التي شكلتها صخور توفا الرسوبية التي تكونت جرّاء الحمم البركانية التي قذفها جبلا "أرجياس" و"حسن" قبل ملايين السنين
وقال أرماغان "بعد ترك عصير العنب في تلك المخازن لفترة، ووضعه داخل صهاريج تضاف عليه بعد ذلك رقائق مأخوذة من شجر البوق، ثم يترك للتخمر، وبعدها تكتمل عملية صناعة الخل. ووفق النظام الجديد، ينتج خل الكحول. لكن هذا الخل لا يتمتع بأي ثراء من حيث النكهة".
وبين خلال حديثه أن هذه المخازن سمة تتسم بها كابادوكيا، وأهم ما تتميز به هذه المخازن هو أنها توفر إمكانية إنتاج الخل بشكل طبيعي. ومن ثم فإن الإنتاج بهذا الشكل لا يتم إلا في كابادوكيا؛ لذلك نريد الحصول على المؤشر الجغرافي".
وتشكل المؤشرات الجغرافية وسيلة هامة للتعرف على منشأ السلع والخدمات؛ إذ توضح للمستهلك المنشأ الجغرافي للمنتجات.
واستطرد أرماغان في ذات السياق قائلا "ولقد تقدمنا بطلب إلى غرفتي التجارة والصناعة من أجل الحصول على المؤشر الجغرفي، وننتطر من الجهات المعنية النظر في الطلب. حيث إن لدينا منتج يستحق الحصول على هذا المؤشر الذي من خلاله سنقدم للعالم أجمع تميزنا في هذا الأمر".
وأشار إلى ضرورة الحصول على المؤشر الجغرافي لأنه سيكون لها مردود إيجابي على قطاع زراعة العنب الذي سرعان ما سيتطور جرّاء ذلك".
كما بيّن أنهم يقومون بإنتاج 3 أطنان من الخل تقريبًا سنويًا، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية هي أكثر دولة يصدرون إليها، كما أنهم عن طريق وسطاء يبيعون للولايات المتحدة، وألمانيا، وبريطانيا، وفنلندا.
وأفاد أرماغان أنهم يهدفون العام القادم إنتاج عصير العنب بالطرق التقليدية، وتعريف السوق الداخلي والخارجي بلذة طبيعية ومختلفة.
اقرأ أيضاً
عالم أبحاث: الخليجيون يأكلون الأخضر واليابس عند إفطارهم