مساع لضم "أرسلان تبه" التركية للقائمة الدائمة للتراث العالمي

مساع لضم "أرسلان تبه" التركية للقائمة الدائمة للتراث العالمي
مساع لضم "أرسلان تبه" التركية للقائمة الدائمة للتراث العالمي

مساع لضم "أرسلان تبه" التركية للقائمة الدائمة للتراث العالمي

ملاطية - نيوترك بوست

تخطط تلة "أرسلان تبه" التاريخية بولاية ملاطية شرقي تركيا الانضمام إلى قائمة "اليونسكو" الدائمة للتراث العالمي.

وتتميز التلة التي تقع على الضفة الغربية لنهر الفرات، على بعد 7 كيلومترات من مركز ولاية ملاطية بخصوبة تربتها وكثرة المساحات المروية، وبنيتها التي تحميها من فيضانات النهر مما جعلها وجهة للبشر منذ القدم.

وتضم التلة المدرجة حاليا بالقائمة المؤقتة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، على بقايا أثرية تعود للحقبة التاريخية الممتدة ما بين العصر الحجري المتأخر الذي يعود إلى الألفية الخامسة قبل الميلاد وحتى العصر الحديدي.

 ويحتوي الموقع على آثاراً تاريخية تعود للعديد من الحضارات منها الحثيون والرومان والبيزنطيون، وقد أفضت أعمال التنقيب والحفريات إلى العثور على تماثيل لأسد وملك تعود إلى العصر الحثّي.

ومن أبرز معالمها قصرًا مبنيًا من الطوب عثر بداخله على حوالي ألفي ختم، ما يدل على أن الموقع كان معقلًا لواحدة من أقدم دول المدن في منطقة الأناضول.

وتزين جدران القصر صور ملونة وألواح محفورة تدل على امتلاك الدولة نظمًا مبكرة للإدارة، إضافة إلى وجود العديد من القطع الفخارية على غرار المكتشفة في بلاد ما بين النهرين.

ومن خلال البحث تمكن علماء الآثار من العثور على هياكل ومصوغات مصنوعة من معادن النحاس والرصاص والفضة والذهب والمعادن الخليطة.

ومن أبرز المصنوعات المعدنية التي عثر عليها في التلة، 12 رمحًا وتسعة سيوف مزينة قبضاتها بالفضة، تظهر تطور صناعة الأسلحة واستخدامها.

** المراحل الأخيرة

من جهته، قال رئيس بلدية منطقة بطال غازي في ولاية ملاطية، عثمان كودر خلال تصريحات أدلى بها للأناضول، إن البلدية تعمل على حماية المواقع التاريخية، والحفاظ عليها من أجل الأجيال القادمة.

وأكد أن اليونسكو أدرجت موقع "أرسلان تبه" ضمن القائمة المؤقتة للتراث الثقافي عام 2014.

وبين خلال حديثه أن بلدية بطال غازي تقدمت في يناير/ كانون الثاني الماضي وبالتنسيق ولاية ملاطية ومديرية الثقافة والسياحة في الولاية، بطلب إلى اليونسكو لإدراج المواقع على القائمة الدائمة للتراث العالمي، وأن عملية إدراج الموقع على القائمة الدائمة باتت في مراحلها الأخيرة.

وأوضح أن هناك جهود من قبل وفد ترأسته الخبيرة ماريانا كورييا، القادمة من البرتغال بالنيابة عن المجلس الدولي للآثار والمواقع الآثارية، لتقديم المشورة بشأن إدراج الموقع في القائمة الدائمة للتراث الثقافي العالمي، وإعداد تقرير تقييمي لليونسكو عام 2020.

وأشار إلى أن الجهود المبذولة مستمرة لضمان إدراج الموقع في القائمة الدائمة للتراث الثقافي العالمي.

وقال: "بدأت بلديتنا العمل على إنشاء نظام حماية للموقع، وتنظيم طرق المواصلات، وحماية المناظر الطبيعية".

وتابع: "نسعى جاهدين لحماية المواقع التاريخية وضمان إدراجها في القائمة الدائمة للتراث الثقافي العالمي، لاسيما أن بلدنا غنية بالمواقع التاريخية، ونرى أن من واجبنا حماية هذه المواقع للأجيال القادمة".

وأشاد بالجهود التي تبذل من قبل المسؤولين لافتاً إلى أن الموقع يعتبر من أبرز المواقع التاريخية التي يعود تاريخها إلى الألفية الخامسة قبل الميلاد، ولقد تم العثور على آثار مهمة للغاية في هذا الموقع الذي يتميز عن سواه من التلال الأثرية باحتوائها على أقدم قصر مشيّد من الطوب.

وبين أن علماء الآثار تمكنوا من العثور على المعبد ومن ثم تم العثور على القصر، ما ساهم في ازدياد أهمية التلة، كما يمكننا القول بأن السيوف المعدنية التي وُجدت هنا، تعتبر من بين الأقدم حول العالم

على الصعيد ذاته كشف عن جهود المديرية قائلاً :" إنها خصصت نحو مليون ليرة تركية (نحو 166 ألف دولار)، لإنشاء مركز استقبال في التلة، حيث سيحظى السياح بالاستقبال على أكمل وجه، وسيتمكنون من إجراء رحلة عبر التاريخ تمتد لأكثر من 5 آلاف عام.

من جهته، قال عثمان شاهين، أحد المواطنين الأتراك الذين جاؤوا من إسطنبول لزيارة الموقع التاريخي، إنه يقوم بزيارة المواقع التاريخية في أماكن مختلفة من تركيا، وأنه جاء إلى موقع "أرسلان تبه" للإطلاع على هذا المكان المهم في تاريخ البشرية.

وأضاف: "بداية زرت موقع "أرسلان تبه" واطلعت على أبرز الأعمال التي أجرتها البلدية لحماية الموقع. لاشك أن البلدية قامت بجهود رائعة من أجل حماية المكان. ولكم سيكون رائعًا لو تم إدراج هذا الموقع إلى القائمة الدائمة للتراث العالمي

مشاركة على: