ترجمة: أنت تعيش وسط "الأتراك".. تعرف على أصولهم ؟
شارف العام الجاري 2019 من القرن الحادي والعشرين على الانتهاء، ومازال العالم مختلفًا حول أصول "الأتراك".
وظهرت أقاويل وتخبطات عدة طوال الأعوام الماضية، تنسب "الأتراك" إلى بلاد فارس، وذلك لأن لغتهم العثمانية مليئة بالكلمات الفارسية، مثل "هافتا-سبزي-خوش" والتي تعني أسبوع-خضار-طيب، (Hoş-sebze-hafta).
كما أن هناك من أجمع أن أصول الأتراك من الشرق الأوسط "عرب"، بحجة وجود كلمات عربية فصيحة لا حصر لها مثل (كتاب-قلم-دقيقة-ساعة) (dakika- kalem-kitap-saat).
إلا أن العديد من الباحثين المدققين في مجاليّ اللغة والتاريخ بالجامعات العربية والتركية، أكدوا مغولية الشعب المسلم "الشرق أوسطي"، لأن العيون التركية والبشرة، وكامل الخلقة بعيدة عن الهيئة المشهورة للمغول.
ولكن ليست كل مسائل الجينات الوراثية والإنثروبيولوجيا تكون واضحة بهذه البساطة، فما الدليل على أنهم شعب دخيل على المنطقة ؟.
ويقول الباحث جري سالم الجري في مقالِ أوردته "ديلي صباح" المحلية، وترجمته وكالة "نيوترك بوست" إن "المجتمعات في المنطقة دخيلة على جبال الأناضول، فموقع الجمهورية التركية اليوم، كان وما زال مفصل الهجرات والتنقلات في العالمين العربي والغربي".
وأكد أن "الأناضول" كانت وستكون منطقة تجارية وسياسة ودعوة، فهي وعاء ديموغرافي للشرق والغرب على مر العصور، لذلك عجز العلماء عن إثبات من أول شعب استقر في هذه الأرض.
واكتفوا حاليا بفكرة "وافدية" كل من عليها من روم وفرس وترك وعرب وكرد وغجر وغيرهم. ولكن من فضل الله علينا أمة المسلمين، أنه منح هذه الحقبة من التاريخ القديم والجديد نصيب الأسد لإخواننا الأتراك السلاجقة، وفق الكاتب.
وتابع الباحث: "أنا وكل العرب والمسلمين مجتمعين ندافع عن أحقية السلاجقة بأرضهم تركيا كما يشهد تاريخ القبائل العربية الشريفة في سنين الجندرمة العثمانية".
عن سبب نزوح السلاجقة من موطنهم الأقدم، فما علة وفودهم إلى الأناضول من بلدهم الأم في شرق آسيا المتوسط، يؤكد علماء في التاريخ أحقية انضمام اللغة التركية إلى عائلة اللغات المغولية، التي تشمل التتارية والمنغولية واللغة التركية المعاصرة.
وهذا التأكيد يأتي بالرغم من أن قواعدها تتشابة بقوة مع اللغة الفارسية التي لا تحتوي على مذكر أو مؤنث ولا مثنى، ورغم الكم الكبير من كلمات لغة القرآن الكريم.
ويقول الباحث: "لا يخفى عن الكثير أن كلمات لغة الضاد هي أكثر لغة مؤثرة بعدد 6.463 كلمة بالتركية المعاصرة، ثم الفرنسية بـ4.974 كلمة، ثم الفارسية بنسبة أقل، ولكن العثمانية كانت أكثر ادخاراً للكلمات العربية، ولم ترحب إلا بالقليل جدا من الفرنسية.
وأما دليل علماء التاريخ على مغولية الأتراك، فهو توثيق نزوحهم من آسيا الشرق المتوسط بسبب طغيان المستبد جنكيز خان، ما منح العالم الإسلامي خيرة القبائل الآسيوية التي رفعت راية الإسلام.
أرطغرل رحمه الله ثم باقي خلفاء آل عثمان، قد ركزوا على البناء العسكري والتفوق القتالي، فبسبب ذاك الطاغية في موطنهم الأصلي، استبدلهم الله بلادا خيرا مما كانوا عليه من أرض واسعة، وأهم من هذا وذاك أنه هداهم لأهم كلمة عربية: لا إله إلا الله محمد رسول الله.