بالفيديو: صوت "الحوت الأزرق" آخر سقوط لـ"نشطاء الميديا" في مستنقع الأخبار "المفبركة"
وصلّت خدمات مواقع التواصل الاجتماعي للشرق الأوسط، وتسببت في انخفاض صحة الأخبار والفيديوهات المتداولة، وكونت مستنقعًا يستخدم وفق أهداف مختلفة لكل مادة صحافية "مفبركة".
وبحسب ما رصدت وكالة "نيوترك بوست" فإن آخر هذه الأنباء والفيديوهات "المفبركة" والمستخفة في عقول المجتمعات العربية ونشطاء مواقع التواصل، فيديو صوت "الحوت الأزرق" في البحر المتوسط.
وإذ عدنا للخلف قليلًا ونظرنا إلى ما أصدرته دور النشر الأجنبية والأوروبية بالإضافة إلى العربية، سنجد كتب عدة تتحدث عن "أنواع الحيتان وأصواتها وأشكالها وحياتها وغذائها، وسنتأكد بأن الفيديو "مفبرك" دون الحاجة لشيء آخر.
ومن الكتب الشهيرة التي تحدثت عن "الحيتان" كتاب "الحوت الأزرق" للناشطة البريطانية في مجال الحفاظ على البيئة والحيوان "جيني ديزموند" والذي حقق انتشارًا واسعًا، بالإضافة إلى الأبحاث التي يقدمها الباحث "ماغنبس البرغ" من جامعة "الدنمارك الجنوبية"، وفي الشرق الأوسط سنجد كتاب "الحوت الأزرق" للكاتب المصري أحمد زكي، الذي أصدر بعد انتشار لعبة "الحوت الأرزق" التي تسببت في انتحار عدد من المواطنين.
ووفقًا لتعريف "الحوت الأزرق" المتداول عبر الإنترنت، فإنه حيوان بحري ثدي يبلغ طوله 30 مترًا ووزنه 170 طنًا أو أكثر وغالبًا ما يكون لون جسده متدرج بألوان الأزرق.
وفي هذا الصدد، يقول ماغنس والبرغ من جامعة جنوب الدنمارك إن القدرة على سماع صوت ما تعتمد من وجهة النظر البشرية على ذبذبة هذا الصوت وتردده.
ولذا فإن فهمنا للكيفية التي يستطيع بها المرء السمع، يستلزم منّا أولاً فهم بعض الأمور الخاصة بطبيعة الصوت نفسه، وفق الباحث.
ومن بين هذه الأمور، أن نتعرف على الـ"هرتز"؛ وهو وحدة قياس تردد الصوت. فلكل نغمة تصدرها آلة موسيقية، وكلما كانت النغمة أعلى صوتًا كلما ارتفع ترددها، وهو ما يُعبر عنه بعدد أكبر من وحدات "هرتز".
وبوسع الإنسان سماع مجموعة متنوعة من الأصوات، تقع في حيز يتراوح بين تردديّ 20 هرتز وحتى 20 ألف هرتز (20 كيلوهرتز). ويشمل هذا الحيز العديد من الأصوات، بدءًا من "الأغنيات" منخفضة التردد للحوت الأزرق، وصولا إلى الصيحات العالية التي يطلقها الفأر من فرط الألم أو لطلب النجدة.
فحتى تتسنى لنا القدرة على سماع نداءات الحوت الأزرق – منخفضة التردد – لا بد أن تصل شدتها إلى 70 ديسيبل على الأقل. أما نقرات حوت العنبر، الأعلى ترددا من الأصل، فلا يحتاج المرء لسمعها سوى أن تبلغ شدتها نحو 15 ديسيبل.
"صوت الحوت الأرزق الحقيقي"
وفيما يخص الناشطة البيئية جيني ديزموند، فإنها أخذت الجميع في رحلة شيقة إلى عالم الحوت الهائل والحياة المثيرة للاهتمام في كتابها.
وتحدثت الكاتبة عن أنواع الحيتان وأماكن تواجدهم في البحار والمحيطات، بالإضافة لتفاصيل عن أصواتهم، تأخذنا في رحلة شيقة إلى أوكار الحيتان.
ومن ضمن فقرات الكتاب نتعلم مع الناشطة كيفية مقارنة الحوت الأزرق بالشاحنات والسيارات وزجاجات الحليب والطائرات وفرس النهر وحتى جذوع الأشجار!.
وبالعودة للفيديو "المفبرك" والمنتشر بشكل جنوني عبر مواقع التواصل والمواقع الإخبارية، فإن وزارة البيئة المصرية أصدرت بيانًا عبر صفحتها الرسمية في موقع "فيسبوك" ينفي صحة الفيديو المتداول.
كما تقول الوزارة المصرية أنها تحققت من الفيديو مع الجهات المعنية في المدن الساحلية الشمالية وتوصلت إلى عدم سماع أي من تلك الأصوات الوارة في المقاطع المتداول.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الفيديوهات على أنها في منطقة "الساحل الشمالي" في العاصمة المصرية القاهرة، والتي تعد من إحدى أشهر وأهم المناطق الساحلية السياحية في مصر.
كما أن الوزارة رجحت بأن تكون تلك المقاطع الصوتية "مصطنعة"، وتم تركيبها بشكل متعمَّد على مقاطع الفيديو.
وأكدت الوزارة أن "الأصوات المصاحبة للمقاطع تُخالف الأصوات التي تُصدرها الحيتان للتواصل فيما بينها تحت الماء، التي تتميز بانخفاض ترددها لمستويات يصعب على البشر سماع معظمها إلا من خلال أدوات علمية متخصصة لتسجيلها، وتكبيرها لمستويات تتناسب مع القدرات السمعية للبشر".