القهر المعيشي ينهش مدينة السَلَمية السورية
تقف مدينة السلمية التي تقع على تخوم الصحراء على بعد 30 كيلومترًا إلى الشرق من محافظة حماة (وسط) البلاد في طابور الجوع والقهر والغلاء، مع مثيلاتها من المدن السورية التي كانت الطبقة الوسطى تشكل غالبية سكانها
وتشهد المدينة أوضاعاً معيشية صعبة وتخلو أسواقها من المشترين ويسود متاجرها حالة من الكساد القاتل.
وتشهد عموم المدن السورية موجة غلاء فاحش بسبب تواصل الحرب وتدهور العملة المحلية وتفاقم الأزمة المالية للبلاد.
وهوت الليرة، التي كانت قيمتها 47 مقابل الدولار قبيل اندلاع الحرب في سورية قبل نحو 9 سنوات، إلى أكثر من 1000 ليرة للدولار في السوق السوداء.
وتسبب هبوط الليرة إلى ارتفاع التضخم وتدهور المعيشة، بينما يواجه السوريون صعوبات في تحمل تكلفة حاجات أساسية مثل الغذاء والطاقة.
وبات سكان المدينة يعيشون كابوساً مرعباً وخاصة بعد ارتفاع الأسعار الجنوني وانقطاع الكهرباء لنحو 16 ساعة في اليوم، ووصول سعر ليتر المازوت إلى 400 ليرة سورية في السوق السوداء
وتكشف شهادات سكان المدينة الحالة التي يعيشها السكان في هذه المدينة والحالة التي وصلوا لها حيث أكدت احدى السيدات السوريات وهي معلمة وأم لـ 3 أطفال أنهم استغنوا عن كثير من الحاجات في سبيل العيش فقط.
من جهته أكد أحد السوريين أن الحالة أصبحت فوق التحمل، منوهاً أنه يعمل في مجال البقالة مشيراً إلى أن بعض زبائنه قاوموا بالتخلي عن التدخين على الرغم من سوء أحوالهم المالية، معتبرين السجائر "نوعًا من التنفيس المشروع للحفاظ على سلامة عقولهم".
وبين أن ارتفاع الأسعار جعلت الطلب على بعض المنتجات يكون معدوم مثل الموز الذي يبلغ سعر الكيلوغرام منه 700 ليرة، ولبن الغنم الذي يبلغ سعر الكيلوغرام منه 800 ليرة، بل أكد أنّ من غير المستغرب "شراء الزبون الفواكه بالحبة".
ولم تشفع الضغوط المتزايدة للسكان، من اضطراد تردي الخدمات التي يفترض أن تقدمها الحكومة، إذ تواصلت الانقطاعات المتكررة للكهرباء، إذ تفصلها المحطات عند زيادة الاستهلاك عن حد معين، مما يتسبب بضرر للأجهزة الكهربائية المنزلية، وهو ما أدى بدوره إلى عطل في جهاز التصوير الشعاعي في المستشفى الوطني.
من جهتها تروي أم حبيب الحالة المأساوية التي تعيشها في ظل انقطاع مياه الشرب وما وصل بهم الحال.
ويعمل سكان المدينة على ابتكار وسائل وطرق جديدة في ظلّ غياب وسائل العيش التي يفترض أن تتوفر بشكل سهل وبديهي للتكيف مع وضعهم الراهن.
وعن هذا المشهد المأساوي قال حسام، وهو مهندس مدني وأب لولدين: "كنا نستخدم الحطب للتدفئة في ظل عدم توفر المازوت وغلاء سعره، ولكنه أصبح بتكلفة المازوت تقريبًا وغير متوفر أيضًا".
وأضاف: "لم يتبقّ شيء إلا وأحرقناه، أحذية قديمة، بقايا أثاث، عجلات سيارات، قوارير بلاستيكية، ليس لدينا سوى خيارين، تحمّل الرائحة والمواد المنبعثة السامّة، أو الموت من البرد".
وحسب تقارير دولية وخبراء اقتصاد، زادت نسبة الفقر في البلاد ليصبح نحو ثلثي السوريين تحت خط الفقر.
المصدر : عربي 21