محكمة بريطانية تحمل حاكم دبي مسؤولية اختطاف اثنتين من بناته
حملت محكمة بريطانية حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم المسؤولية عن اختطاف اثنتين من بناته وإعادتهما قسراً إلى الإمارات.
جاء ذلك بعد أن رفضت المحكمة النظر في الطعن الذي قدمه بن راشد لمنع نشر حكمين يتعلقان بالمعركة القضائية مع زوجته الأميرة هيا بنت الحسين (45 عاما) على حضانة طفليهما أمام المحاكم البريطانية.
وانتقد الشيخ محمد بن راشد ما صدر عن المحكمة، ووصفه بأنه "يقدم وجها واحدا للقضية".
وذكرت بي بي سي أن بن راشد حاول إبقاء الحكم بعيداً عن العامة، ولكن بلا جدوى، إذ رفضت المحكمة طلب الاستئناف الذي تقدم به، ووجدت أنه "لم يكن صادقا مع المحكمة".
وبعد سماع أقوال مفصّلة للشهود في القضية، خلصت المحكمة إلى أن الشيخ محمد مسؤول عن اختطاف اثنتين من بناته - من زواج سابق - وإعادتهما قسرا إلى البلاد.
وذكرت بي بي سي أن الشيخة شمسة هربت في عام 2000 من سكن تملكه العائلة الحاكمة بمقاطعة "سوري" في بريطانيا، ولكن ألقي القبض عليها لاحقا في مقاطعة كامبردج شير على أيدي أشخاص يعملون لصالح حاكم دبي، وقيل إنها حُقنت بمهدئ وأُعيدت قسرا إلى دبي حيث ظلت حبيسة.
ورُفض طلب من شرطة كمبريدج شير لزيارة دبي والتحقيق من قضية اختطافها.
كما حاولت الشيخة لطيفة الفرار من عائلة والدها مرتين ، في عامي 2002 و2018 ولكن محاولاتها باءت بالفشل.
ففي المرة الأولى سجنت من قبل والدها في دبي لأكثر من ثلاث سنوات، أما في المحاولة الثانية فأعيدت قسراً إلى دبي أثناء إبحارها قبالة الساحل الهندي، ولا تزال قيد الإقامة الجبرية.
وتوصل القاضي إلى صحة ادعاءاتها بتعرضها لإساءة جسدية خطيرة وصلت حد التعذيب.
وتوصل القاضي إلى أن الشيخ محمد بن راشد "يعمل باستمرار على حرمان هاتين الشابتين من حريتهما".
والأميرة الأردنية هيا تبلغ 45 عاما، وهي ابنة الملك الراحل حسين وكانت فارسة أولمبية سابقة، وكانت قد تزوجت من الشيخ محمد حاكم دبي، ذي السبعين عاما، عام 2004، لتصبح بذلك سادس زوجاته وأصغرهن.
ولدى الزوجين طفلان، أعمارهما 7 و11 عاما.
صدّقت الأميرة هيا في البداية تفسيرات زوجها بخصوص ما حدث لابنتيه وأنه "أنقذهما" وأصبحتا في أمان مع العائلة.
ولكن مع مطلع عام 2019، بدأت الشكوك تساور الأميرة هيا وعبرت عن قلقها، كما بدأت علاقة عاطفية مع حارسها الشخصي البريطاني.
عندها، بدأت حملة تخويف من قبل أشخاص تابعين للشيخ محمد، كما قيل في المحكمة إن مسدسا وُضع مرتين على وسادتها، وهبطت مروحية خارج منزلها، وتلقت تهديدات بالنقل إلى سجن في منطقة صحراوية بعيدة.
وقرر القاضي أن "الأب بالتالي قد تصرف منذ نهاية عام 2018 بطريقة تهدف لترهيب الأم وتخويفها، وأنه قد شجع آخرين على القيام بذلك نيابة عنه".
وفي أبريل/نيسان من عام 2019، هربت الأميرة هيا إلى بريطانيا، مصطحبة معها طفليها. واستمعت المحكمة كيف أصابت التهديدات الخفية من قبل الشيخ محمد، الأميرة هيا بحالة هلع وخوف على سلامتها، وساورتها مخاوف من إمكانية اختطاف طفليها وإعادتهما قسرا إلى دبي.
وفي مايو/أيار 2019، قالت إن حاكم دبي قال لها: "لن تكوني لا أنت ولا الطفلين آمنين في إنجلترا"، كما نشر قصيدة بعنوان: "عشت، ومت".
وسمعت المحكمة كيف استخدم الشيخ علاقاته الواسعة بوسائل الإعلام لنشر سلسلة من المقالات السلبية ضد الأميرة هيا، وكان الكثير منها "غير دقيق بالكامل".
ومن الواضح أن هذه الأحكام تشكل إحراجا شخصيا كبيرا للشيخ محمد آل مكتوم، لذا لم يكن من المستغرب أن يبذل فريقه القانوني قصارى جهده لمنع نشر الحكم أمام العامة.
وفي بيان أصدره محاموه، قال حاكم دبي إن الأحكام "تقدم وجها واحدا للقصة".
وطالب البيان وسائل الإعلام "باحترام خصوصية أطفال" الشيخ آل مكتوم "وعدم التطفل على حياتهم في المملكة المتحدة".