الأمم المتحدة تحذر الدول الغنية من تبعات "كورونا"
حذّر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارك لوكوك، الدول الغنية والصناعية من عدم التحرك لدعم الدول الفقيرة لمجابهة تبعات انتشار فيروس كورونا اقتصاديا وصحيا واجتماعيا.
وانتقد لوكوك الدول الغنية لعدم استجابتها بما يكفي لمساعدة الدول الفقيرة على تحمل الآثار الاقتصادية الناجمة عن انتشار الفيروس.
وقال : " إن وباء فيروس كورونا والركود الاقتصادي الذي يشهده العالم ونجم عنه على وشك إحداث دمار في البلدان الفقيرة ذات الدخل المنخفض".
وأضاف " استجابة الدول الغنية حتى الآن غير كافية وقصيرة النظر بدرجة خطيرة".
وشدد لوكوك على أن عدم مساعدة الدول الفقيرة يعني استمرار انتشار وباء كورونا حول العالم، والقضاء على التطور الذي تم إحرازه في محاربة الفقر واللامساواة حول العالم، لافتاً إلى أن ذلك سيخلف مشاكل لا حصر لها تشمل جميع مجالات الحياة بما فيها الصحة والتعليم والتغذية والبطالة والصحة النفسية وغيرها.
وجاءت أقوال لوكوك خلال مؤتمر صحافي عقده بمناسبة إطلاق الأمم المتحدة نداءً محدثاً لخطة الاستجابة الإنسانية الدولية بقيمة 10.3 مليارات دولار أميركي، لمحاربة فيروس كورونا وآثاره في البلدان منخفضة الدخل والفقيرة وحتى متوسطة الدخل.
وقال لوكوك: "حتى الآن، تمكنا من جمع قرابة 1.7 مليار دولار، ورسالتي لمجموعة العشرين (التي ستجتمع في نهاية الأسبوع) والدول الغنية أن عليها التحرك بشكل عاجل من أجل مواجهة عدد من المآسي الإنسانية التي قد تكون أكثر وحشية وتدميراً من الآثار المباشرة للفيروس".
من جهته، قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، في تصريح لـ "العربي الجديد": "قبل ستة أشهر، حذرت قادة العالم من أن عام 2020 سيكون أسوأ عام يشهده العالم منذ الحرب العالمية الثانية على صعيد الأزمات الإنسانية. وكانت تحذيراتي تلك قبل أن يجتاح فيروس كورونا الجديد العالم".
وأضاف: "إننا نواجه اليوم كارثة جوع غير مسبوقة في حجمها، وتشير بياناتنا الأخيرة إلى أن ملايين إضافية من الناس، في الغالب الأشد فقراً، على حافة الهاوية نتيجة لانتشار الفيروس وتبعاته الاقتصادية"، محذراً من أن الملايين يقفون على حافة الجوع والموت إن لم يتحرك العالم لمساعدتهم بسبب فقد وظائفهم ومصادر رزقهم.
وتحذر الدراسة التي أجرتها الأمم المتحدة بالتعاون مع جامعة أكسفورد البريطانية، من أنه في حال لم تتحرك الدول الغنية لإنقاذ بقية الدول، فإن 265 مليون شخص سيكونون على حافة المجاعة بحلول نهاية العام.
وتشير الدراسة أيضاً إلى أن قرابة 600 طفل قد يموتون يومياً بسبب تبعات كورونا لأسباب مباشرة وغير مباشرة، محذرة من أن اضطرار المنظمات الإنسانية لتوجيه مواردها الصحية لمجابهة كورونا قد يؤدي إلى تضاعف أعداد الوفيات جراء الإصابة بأمراض أخرى يمكن علاجها كنقص المناعة البشرية (إيدز) والسل والملاريا.
ولفتت الدراسة إلى وجود قرابة 13 مليون إصابة مسجلة بكورونا الجديد في حين فاق عدد الوفيات المؤكدة الـ580 ألف وفاة، مشددة على أن آثار تفشي الفيروس في المناطق التي تعاني من الحروب والصراعات كاليمن وسورية وليبيا وغيرها ستكون مدمرة. وتشير الدراسة إلى أنه إذا لم يتم التحرك، فإن التبعات الصحية والاقتصادية ستكون وخيمة.
وتشمل خطة الاستجابة الإنسانية العالمية لمكافحة كورونا (الثالثة المحدثة)، قرابة عشرة مليارات دولار، نداءات من عدد من الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة بما فيها منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي، وستدعم الخطة برامج في 63 دولة حول العالم كما تغطي نظام النقل العالمي اللازم لتقديم الإغاثة.