هكذا يحتفل الدرك الجزائري في مناسباته الرسمية
نشرت مواقع إخبارية جزائرية، أمس الإثنين، مجموعة صور لحفل تخرج ضباط صف بالمدرسة الإقليمية للدرك الوطني (مدرسة عسكرية) في ولاية سيدي بلعباس الجزائرية، الواقعة غرب العاصمة الجزائر، يظهر فيها العلم الفلسطيني يرافق العلم الجزائري الوطني.
وتم تداول الصور على نطاق واسع، من قبل رواد مواقع التواصل الإجتماعي في الجزائر، وفي فلسطين وبعض الدول العربية، واستحسن أغلب المعلقين هذه اللفتة في حفل رسمي ومن قبل جهة أمنية رسمية في دولة اتجاه دولة شقيقة محتلة، يعاني شعبها الظلم والاضطهاد من عشرات السّنين.
فيما اعتبر البعض رفع العلم الفلسطيني إلى جانب العلم الجزائري في الجزائر، أمر طبيعي بالنسبة للجزائريين، بالرجوع إلى العلاقة المتينة التي تربط البلدين على المستوى الشعبي والرسمي.
وأعاد بعض رواد مواقع السوشيل ميديا، نشر بعض العبارات التاريخية التي تجسد متانة هذه العلاقة، منها عبارة الرئيس الجزائري السابق، الراحل هواري بومدين، حين قال: "الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة".
ويتفق كلّ رؤوساء الجزائر منذ الاستقلال على أن القضية الفلسطينية قضية مركزية عادلة، منهم الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، والذي أكد أثناء أدائه اليمين الدستورية في ديسمبر الماضي، على التزامه بوقوف الجزائر مع الشعب الفلسطيني حتى تحرير بلاده وإقامة دولته التي عاصمتها القدس الشريف.
فيما أعاد البعض نشر مقاطع فيديو، من كامل المدن الفلسطينية، خلال بطولة أمم إفريقيا 2019 التي أقيمت في مصر، حيث سادت الأعلام الجزائرية في الشوارع والمقاهي وحتى المنازل والمركبات منذ بداية البطولة، وقاسم الفلسطينيين الجزائريين فرحة الفوز باللقب الإفريقي.
ومنذ القدم ارتبطت الجزائر حكومة وشعبا بفلسطين وأرضها المباركة، ومقدساتها ارتباطا عميقا، وتتجذر لدى الوعي الجمعوي الجزائري فتوى الإمام الإصلاحي الجزائري، العلامة عبد الحميد بن باديس، الذي اعتبر أن من يحجّ إلى مكة لا يكتمل حجه إلا بالصّلاة في المسجد الأقصى، وأنّ الدّفاع عن القدس فرض على كل مسلم، فالقدس مثل مكة.
وقد يختلف الجزائريون فيما بينهم على قضايا عديدة، لكنهم يجتمعون على حب فلسطين والشعب الفلسطيني، ويتفقون بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم السّياسية والفكرية على عدالة القضية وعلى دعمها حتى نيل الاستقلال الكامل.
وفي شهر شباط/فبراير الماضي، كشف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل تُقيم علاقات مع العديد من الدول العربية، وأن ثلاث دول أو أربع فقط لا تقيم علاقات مع بلاده، فيما أكد الباحث يسري خيزران ل"دنيا الوطن" في وقت سابق، أن هذه الدول هي الجزائر ولبنان والعراق وسوريا، مضيفا أن "الجزائر الوحيدة حكومة وشعبا ترفض التطبيع مع دولة الاحتلال".
وفي تصريح سابق، أكد الباحث في شؤون الشرق الأوسط، جوزيف أبو فاضل أن هناك حرب خفيّة، تُشن على الجزائر، لأنها لا تطبع مع دولة الاحتلال، ورفضها بشكل واضح وصريح ما يعرف ب "صفقة القرن" زاد من الضغط عليها، خاصة وأنّها تعاني من وضع مالي واقتصادي صعب جدّا.