ولدت في اليونان وقيل في البوسنة عام 99ه/1590م، واسمها الحقيقي "أناستاسيا"، أرسلها والي  البوسنة إلى إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية، فتأثرت بأخلاق العثمانيين وقررت اعتناق الدين الإسلامي، لتسرق قلب السلطان العثماني أحمد الأول، لما امتازت به من جمال وأخلاق وفعل الخير.

">

السلطانة كوسِم..اشتهرت بفك كرب الغارمين وإغاثة أهالي مكة ومصر

السلطانة كوسِم..اشتهرت بفك كرب الغارمين وإغاثة أهالي مكة ومصر
السلطانة كوسِم..اشتهرت بفك كرب الغارمين وإغاثة أهالي مكة ومصر

تقرير: السلطانة كوسِم..اشتهرت بفك كرب الغارمين وإغاثة أهالي مكة ومصر

ولدت في اليونان وقيل في البوسنة عام 99ه/1590م، واسمها الحقيقي "أناستاسيا"، أرسلها والي  البوسنة إلى إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية، فتأثرت بأخلاق العثمانيين وقررت اعتناق الدين الإسلامي، لتسرق قلب السلطان العثماني أحمد الأول، لما امتازت به من جمال وأخلاق وفعل الخير.

غيّر زوجها السلطان أحمد الرابع عشر، إسمها إلى "كوسِم"، وتُعرف أيضا باسم "ماه بيكر" بمعنى "وجه القمر"، اكتسبت بفضل زواجها السلطة المطلقة، والتي استخدمتها في تسيير شؤون السلطنة بعد وفاة زوجها، وفي فعل الخير وتقديم المساعدات للفقراء في جميع أنحاء الدولة العثمانية.

ذكرت مصادر التاريخ العثماني، أنّ السلطانة كوسِم، كانت في كل عام من شهر شعبان، تزور السّجون وتدفع الديون عن الغارمين الذين حكم عليهم بسبب ديونهم، فيطلق سراحهم، وقدمت تبرعات ومساعدات للمسلمين في مكة والمدينة المنورة، وموّلت أعمال الرّي في مصر.

واهتمت اهتماما بالغا بشؤون النّساء العثمانيات والمسلمات عامة، كانت تجهز بنات الأسر الفقيرة المقبلات على الزّواج بجهاز كامل، كما اهتمت أيضا بالعمل الانساني وتحرير العبيد عندها بعد 3 سنوات من الخدمة.

كما اهتمت بتشييد أهم المرافق الحياتية في  مدينة إسطنبول،  مثل بنائها أهم المساجد والمدارس، مسجد " Çinili Camii"، ومدرسة بمنطقة أوسكودار بالقسم الآسيوي، ومسجد "والدة خان" بمنطقة الفاتح، ومنابيع مياه في كل من "ييني كابي" و"بشيكطاش"، ومنطقة  السطان أيوب.

كما بنت "بيت للمسافرين والقوافل" في منطقة "تشاكماكتشايلار يوكوش" بإسطنبول، ومشاريع أخرى مماثلة اجتماعية ونفعية للنّاس خارج مدينة إسطنبول.

تقلدت منصب "السلطانة الأم" عام 1623م، بعد تولي مراد الرابع عشر، ثاني أولادها عرش السلطنة العثمانية، وتميزت السلطانة كوسم بقوتها في تسيير مقاليد الحكم، وصاحبة اتّخاذ القرارات  بعد وفاة زوجها، فكانت هي الآمرة النّاهية في السلطنة العثمانية العظيمة.

تقول المصادر أنها أنجبت من زوجها السلطان أحمد الأول، 10 أولاد، 5 أبناء هم شاه زادا محمد، مراد الرابع والذي أصبح السلطان العثماني بأمر منها، شاه زادا قاسم، شاه زادا سليمان، إبراهيم والذي أصبح السلطان عام 1640، أماّ الخمس بنات هن: عائشة، فاطمة، جوهر خان، خانزادا وعاتكة.

ولأن العظماء حياتهم ورحيلهم، لا تكون حدث عابر مثل العامة، بل أحيانا كثيرة تنتهي مسيرتهم الدنيوية بمكيدة مدبرة، هكذا كانت وفاة السلطانة العظيمة كوسِم ، عندما قررت استبدال أحد أحفادها السلطان محمد الرابع بحفيد آخر كانت تراه الأكفأ، إلّا أنّ والدة السلطان  محمد هذه المرة وقفت في وجه قوة السلطانة وأمرت بقتلها، وكان ذلك في عام 1061ه/1651م، ودُفنت بجانب زوجها في منطقة السلطان أحمد بإسطنبول، وحزن لرحيلها أهل القسطنطينية وأقاموا عليها الحداد ثلاثة أيّام.

مشاركة على: