كيف غير لاجئ سوري مقولة فاقد الشّيء لا يعطيه ؟
تداولت وسائل إعلام سورية، قصة لاجئ سوري يدعى عبد الغفار هداجة، الذي تحدى أصعب العقبات، بعد فقد قدمه ومنزله في إحدى الغارات التي شنها النّظام السوري، ليصبح بعد خمس سنين من الحادثة معلم فني تركيب أطراف صناعية وترميم عظام.
وذكرت أنّ عبد الغفار هداجة البالغ من العمر 22 سنة، كان قد وصل إلى ألمانيا في العام 2015، ليلتحق مباشرة بمراكز تعليم اللغة الألمانية، حيث حصل على المستوى المتقدم B2، ثم سجل بعدها للدراسة في إحدى معاهد التكوين والتدريب المهني المخصصة للاجئين في ألمانيا.
وبعد ثلاث سنوات دراسة تخرج عبد الغفار بشهادة "فني تركيب أطراف وترميم عظام"، وأصبح قادرا على صنع قدمه الصّناعية بنفسه، بالإضافة إلى تعهده بمد يد العون لآلاف المصابين من أبناء وطنه، الذين فقدوا أطرافهم خلال الحرب التي آلمت ببلدهم.
وأشارت إلى أنّ الإعلام الألماني تناول قصة عبد الغفار بإشادة وإعجاب كبيرين، كون الأخير تغلب على كل الظروف الصعبة التي واجهته، بداية من فقدان قدمه وبيته، ثم مشقة الوصول إلى ألمانيا، لكن كل هذه العقبات إضافة إلى صعوبة اللغة والاندماج، خلق عنده عزيمة قوية جعلته يحقق طموحه وهدفه السامي بمساعدة حاله بأن لا يكون عالة على أحد، وكذا مساعدة أبناء بلده في ألمانيا.
وفي تصريحات له لإحدى الصحف الألمانية، قال عبد الغفار: "عندما يكون الإنسان في وضع لا يسمح له بالمشي ولا حتى الوقوف على عكاز طبي، يحلم بأن يحصل على ساق اصطناعية، ويكون الأمر جيّدًا عندما تكون هذه الساق من صنع يديك".
ومع استمرار الحرب في سوريا، في عامها التّاسع، كشفت تقارير لمنظمات حقوق الانسان، أن عدد المعاقين تجاوز ال3 ملايين، بينهم 270 ألف فقدوا أطرافهم، بسبب عمليات القصف التي يشنها نظام الأسد المدعوم من روسيا وإيران من جهة، والميليشيات الإرهابية بقيادة "قسد" المدعومة من واشنطن من جهة ثانية.