المدينة التركية التي بذلت الكثير من أجل السوريين
تعد رمزًا للإنسانية، بسبب ما قدمته لللاجئين السوريين من احتضان الفارين من الحرب في سوريا، هي مدينة كِلس المتاخمة للحدود التركية السورية.
يتجاوز عدد السوريين في كلس، عدد الأتراك أنفسهم، حيث يبلغ عدد السوريين 131.000 وعدد سكانها من الأتراك 99.000، هذا مثال واحد من كثير، بكيفية تعامل تركيا مع اللاجئين بشكل عام، ومع السوريين بشكل خاص.
قرب المدينة التركية من حدود سوريا، جعلها ملجئًا، لشعبها، لإيوائهم من الحرب الدائرة في سوريا منذ عام 2011، وكذلك من الحالة الإنسانية والاقتصادية المتردية في سوريا بعد الأحداث التي تشهدها الآن.
كلس لم تقف أمام أشقاءها من السوريين فقط، بكل قدمت الدماء كذلك، بمرات عدة سابقة قصفت مدينة كلس بصواريخ من قبل وحدات حماية الشعب الكردية "السورية"، أصيب بها العديد من الأتراك حسب وكالة الأناضول.
يعود تاريخ المنطقة إلى ما يقارب 6000 عام، حيث فتحها العرب المسلمون في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وطرد البيزنطيين منها، بعد القرن الخامس تناوب على السيطرة عليها كل من العرب والبيزنطيين، حتى أصبحت المنطقة في النهاية خاضعة للسيطرة العثمانية في فترة القرن الخامس عشر الميلادي.
اعتبرت في العام 1927 قضاءً تابعًا لمدينة عنتاب وإحدى مدن الجمهورية التركية، وفي العام 1995 أصبحت محافظة تركية قائمة بذاتها.
تشتهر كلس بمطبخها الذي يجمع ما بين الأطعمة التركية والأطعمة العربية السورية كما تشتهر أيضًا بالحرف والأشغال اليدوية، ومن أشهر منتجاتها صابون الغار وزيت الزيتون الذي يأتي من أشجار الزيتون الكثيرة الموجودة فيها، إضافة إلى كل ما ينتج من العنب.