الليرة التركية تسجل انخفاضا تاريخيا
انخفضت الليرة التركية مجدّدا، إلى مستوى غير مسبوق أمام الدولار، بعد عدة إجراءات من قبل الدولة التركية لمحاولة السيطرة على الوضع.
وسجلت قيمة الليرة التركية، اليوم السبت، في تمام الساعة الثانية بعد الظهر 7.59 ليرة لكل دولار واحد في الشراء، و7.80 في المبيع.
وبحسب موقع "دوفيز" التركي المتخصص بأسعار العملات، فإن الليرة التركية وصلت إلى أدنى قيمة لها في تاريخها.
كما بلغ سعر صرف اليورو 8.94 ليرة للشراء، و8.98 للبيع.
وفي تصريحات سابقة لوكالة "نيوترك بوست"، أرجع الباحث في الشأن الاقتصادي التركي، أحمد مصبح، الانخفاظ الكبير الذي شهدته قيمة الليرة التركية اليوم الخميس إلى تداعيات فيروس كورنا وخفض أسعار الفائدة وارتفاع أسعار الذهب عالميا.
وقال الباحث إن أهم الأسباب وراء انخفاض سعر صرف الليرة التركية بدء ظهور تداعيات فيروس كورونا على السياسة النقدية.
وأضاف " توقف السياحة وتعطل حركة الطيران، وخسائر معظم الشركات العالمية فاقم من تآكل رصيد الاحتياطات النقدية من العملات الأجنبية".
والأسباب الأخرى التي ساقها مصبح، هي عجز الحساب الجاري، وانفاق الحكومة قرابة 65 مليار دولار من الاحتياطات النقدية لدعم الليرة التركية خلال الأشهر الستة الماضية.
وشدد على أن قرار الحكومة خفض أسعار الفائدة الذي أقرته في الربع الأخير من العام الماضي(2019)، تسبب في زيادة الاقتراض والانفاق بالدّين، وارتفاع نسبي لمعدلات التضخم.
وأوضح الباحث الاقتصادي، أنّ من بين أسباب هذا الانخفاض أيضا، ارتفاع أسعار الذهب عالمياً، وزيادة الطلب على سوق الأسهم ممّا انعكس سلبا على سعر الليرة التركية.
وحول الحلول الواجب على الحكومة اتخاذها من أجل وقف استنزاف الليرة التركية، قال مصبح " من ناحية نظرية اقتصادية يبقى رفع أسعار الفائدة أحد أهم الحلول".
ولفت أنه في هذه المرحلة من المهم تعزيز مستوى الثّقة في الليرة التركية من خلال عدم تحويلها لعملات أخرى.
ودعا الحكومة للعمل أكثر على توقيع المزيد من الاتفاقيات التّجارية والاستثمارية التي تزيل مخاوف المستثمرين.
وأشار أحمد مصبح إلى أنّ الوضع السيء الذي تمر به قيمة الليرة التركية لن يستقر بسهولة، وإنما حسب تقديره سيأخذ وقتاً طويلاً، موضحا أن تداعيات كورونا سوف يؤثر سلبا على الاجراءت الحكومية المتخذة.